قرر رئيس السلطة القضائية في إيران تعليق تنفيذ عقوبة الرجم حتى الموت، إلى إشعار آخر، بحق امرأة في الثالثة والأربعين من عمرها أدينت بالزنى، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن مسؤول قضائي، الأحد 11-7-2010. وقال مالك أجدر شريفي، المسؤول القضائي لمحافظة أذربيجان الشرقية، "بالرغم من أن الحكم نهائي وقابل للتنفيذ، فقد تم تعليقه لأسباب إنسانية، وبأمر (..) من رئيس السلطة القضائية، ولن يطبق في الوقت الحالي". وكان حكم على سكينة محمدي إشتياني بالقتل رجماً في 15 أيار (مايو) 2006 بعد أن أدينت بتهم "الزنى والقتل وجرائم" أخرى. وتم تأكيد الحكم في 2007 من المحكمة العليا، لكن حملة دولية واسعة تسعى لمنع تطبيق هذا الحكم بحقها. ونقلت إيرنا عن مالك أجدر شريفي قوله إن قرار عدم تنفيذ الحكم هو قرار مؤقت. وأوضح أنه "إذا رأى رئيس السلطة القضائية في أي وقت أنه من الملائم تنفيذ الحكم فإنه سينفذ دون أي اعتبار لدعاية وسائل الإعلام الغربية". وكان رئيس المكتب القضائي لحقوق الإنسان، محمد جواد لاريجاني، قال إن عقوبة الرجم "موضع مراجعة حالياً"، موضحاً أن المرأة "حكم عليها ب90 جلدة أمام محكمة وبالرجم أمام محكمة أخرى، وتجرى حالياً مراجعة الحكم". إلا أن محامي المرأة الإيراني أكد أنه لم يبلغ بهذه المراجعة. وقال محمد مصطفوي "لا توجد أي ضمانة" بوقف تنفيذ الحكم. وكانت سكينة إشتياني أدينت في 15 أيار (مايو) 2006 بإقامة "علاقة غير شرعية" مع رجلين بعد وفاة زوجها. وتم جلدها تنفيذاً للحكم الذي صدر ضدها. حملة دولية وقد أثار حكم الرجم العديد من الإدانات في العالم، خصوصاً من واشنطن ولندن. وأكدت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة الماضي معارضتها لأي حكم إعدام لجريمة الزنى أياً كانت الوسيلة. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن "الرجم كوسيلة للموت يتماثل مع التعذيب. إنه عمل وحشي بشع". كما وصف وزير الخارجية البريطانية، وليام هيغ، يوم الخميس الماضي عقوبة الرجم بأنها من أساليب "القرون الوسطى"، معتبراً أنها إذا ما نفذت فإنها ستثير "اشمئزازا وترويعاً في العالم". وفي بروكسل، قال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية، كاثرين آشتون، "سنسعد بأي قرار يؤدي إلى عدم تنفيذ هذا الحكم الرهيب". وفي باريس، دعا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، المسؤولين الإيرانيين إلى "تغليب المشاعر الإنسانية". وقد أطلق أبناء المرأة المدانة حملة دولية للإفراج عنها "تحقق تقدماً جيدا"، كما قال ابنها ساجد لصحيفة الغارديان يوم الخميس الماضي. وأضاف "أعطوني تصريحاً بالتحدث إليها، وهي شديدة الامتنان لكل الذين ساندوها في العالم أجمع". كما أطلقت صحيفة التايمز حملة لإلغاء عقوبة الرجم، ونشرت رسالة مفتوحة تحمل توقيع أكثر من 80 شخصية. ومن بين الموقعين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، والنجمين الأمريكيين روبرت دي نيرو وروبرت ردفورد، والفرنسية جولييت بينوش ومواطنها المفكر برنار هنري ليفي. وتواجه ثماني نساء أخريات، وثلاثة رجال على الأقل عقوبة الرجم في إيران وفقاً لمنظمة العفو الدولية.