(شرق) أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أنه سيسحب معظم القوات الأمريكية وينهي العمليات القتالية في العراق بحلول 31 أغسطس 2010، لينهي بذلك ست سنوات من الاحتلال الأمريكي للعراق. وبهذا الإعلان الذي أطلقه أوباما، من قاعدة قوات المارينز "كامب ليجون" في "كارولينا" الشمالية، يفتح أوباما فصلا جديدا في التدخل الأمريكي في العراق، ويفي بوعد أطلقه أثناء حملته الانتخابية بإنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من 4250 جنديا أمريكيا وعشرات آلاف من العراقيين. وقال أوباما "دعوني أقول لكم ذلك ببساطة بحلول 31 أغسطس 2010، ستنتهي مهمتنا القتالية في العراق". وأضاف، "اعتزم سحب كافة القوات الأمريكية من العراق بنهاية 2011" مضيفا إن عدد القوات التي ستبقى في العراق بعد عام 2010 سيكون بين 35 و50 ألف عسكري. وأجرى أوباما اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، اطلعه خلاله على خطته الجديدة بشأن سحب القوات الأمريكية من العراق. كما أجرى مكالمة مع سلفه جورج بوش، وأبلغه بخطته، ووعد أوباما بأن تكون نهاية الحرب في العراق بداية لعهد جديد من الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، التي قال إنها ستشتمل على نهج "مبدئي ومستدام" مع إيران وسوريا. وأعلن كذلك عن تعيين الدبلوماسي المخضرم كريستوفر هيل، الذي كان حتى وقت قريب يتولى مسؤولية المحادثات بشأن برنامج كوريا الشمالية النووية، سفيرا جديدا للعراق. إلا أن العديد من الزعماء الديموقراطيين أعربوا عن قلقهم بشان خطة سحب القوات نظرا إلى حجم القوة التي ستبقى بعد 2010. إلا أن بعض الجمهوريين ومن بينهم السناتور جون ماكين، الذي خسر سباق الانتخابات أمام أوباما، رحبوا بخطة الرئيس. ويعتبر الجدول الزمني الذي حدده أوباما للانسحاب من العراق أبطأ قليلا من الجدول الزمني الذي وعد به وهو سحب كافة القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا. وسيبقى عدد كبير من الجنود الأمريكيين في العراق خلال عام 2009 ويبدو أن الجدول الزمني الجديد يهدف إلى سحب الجنود بشكل أسرع العام المقبل مقارنة مع بدء تنفيذ الخطة هذا العام. وستقوم القوات المتبقية بمهمة جديدة هي تدريب وإعداد قوات الأمن العراقية وتقديم المشورة لها وحماية الموظفين المدنيين الأمريكيين في العراق، وإجراء عمليات محددة لمكافحة "الإرهاب" لوحدها أو بمشاركة القوات العراقية. ولم يستبعد مسؤولون بشكل قاطع إحداث أية تغييرات على اتفاق وضع القوات الأمريكية في العراق والتي تستدعي بقاء قوات أمريكية في العراق إلى ما بعد 2011، إلا أنهم اكتفوا بالقول إنهم يعتزمون الوفاء بالتزاماتهم بموجب الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه إبان عهد بوش. وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، أن دور بلاده في العراق سيتحول إلى اقتصادي وثقافي في المستقبل القريب، بدلا من التواجد العسكري الحالي. وقال ميليباند، "خلال الأيام القادمة ستكون القوات البريطانية قليلة العدد وسيكون هناك اقتصاديون أكثر واستثمارات أكثر، إن مهمة بريطانيا في المستقبل ستتركز على الجانب الثقافي والاقتصادي وتدريب القوات البحرية العراقية، وأكد أن المستقبل سيشهد تعاونا اقتصاديا كبيرا بين البلدين". وينتشر حاليا نحو 4100 جندي بريطاني في العراق سينجزون مهمتهم قبل يونيو بموجب اتفاق بين بغداد ولندن، قبل أن ينسحبوا في يوليو، لكن بعض المستشارين البريطانيين سيبقون في العراق. وقتل 179 بريطانيا في العراق منذ بدء العمليات العسكرية في مارس 2003، سقط 136 منهم خلال معارك.