دعا المرجع الديني الشيعي، علي الحسيني السيستاني، إلى "طلب المغفرة" للداعيةالشيخ محمد العريفي، وذلك بعد أسابيع على الجدل الواسع الذي سببه خطبة ألقاها العريفي، وصف فيها السيستاني بأنه "زنديق" و"فاجر." وجاء موقف السيستاني لدى استقباله جمعا من شيعة دول الخليج الذين دعاهم إلى "حفظ أمن بلادهم ووحدتها وتجنب الفتن الطائفية،" ونقلت الوفود عن المرجع الشيعي قوله إنه "يطلب المغفرة للعريفي، إذا صح ما قاله عنه، أو أي شخص يتوجه ضده بالشتم والإهانة." وأضاف السيستاني: "على جميع المؤمنين نشر ثقافة المحبة، والحرص على قول 'أنا أحبك' لجميع المؤمنين، حفاظا على الوحدة الإسلامية وحرصا عليها من محاولة تفريغها وشق صفوفها ودفعها بالتي هي أحسن كما أمرنا الله،" وفقاً لما أوردته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية. وكانت قضية خطبة العريفي المثيرة للجدل قد بدأت في الثاني من يناير/كانون الأول الماضي، عندما أثار رجال دين في إيران والعراق قضية وصفه للسيستاني، بأنه "زنديق وفاجر"، محملين الحكومة السعودية مسؤولية ما جاء على لسانه، خاصة وأن الشيخ السعودي "ليس رجلاً عادياً"، على حد وصفهم. وكان العريفي قد ألقى خطبة جمعة تحت عنوان "قصة الحوثيين"، قال فيها إن مذهب التشيع "أساسه المجوسية"، وهي ديانة كانت سائدة في إيران قبل الإسلام، ووصف أتباعه بأنهم من "أهل البدع الذين يرفع بعضهم الأئمة من أهل البيت إلى مراتب النبوة بل الإلهية." ورأى العريفي أن الشيعة عاونوا المغول خلال هجمات هولاكو في القرون الوسطى على الخلافة العباسية، كما هاجموا الحجاج في السعودية في الماضي والحاضر، كما لم يوفر شيعة السعودية من هجومه، قائلاً إنه لولا يقظة الأجهزة الأمنية لرأى الناس "من أفعالهم عجباً." واتهم العريفي الشيعة باضطهاد السنة في إيران، ومنعهم من بناء مساجد في طهران، كما اتهمهم بقتل أكثر من مائة ألف سني في العراق. وقدم العريفي وجهة نظرة حول نشوء جماعة الحوثيين، فقال إن مؤسسها، بدرالدين الحوثي، تعلم المذهب الشيعي الإثني عشري في إيران، ونشره بين أتباعه الذين كانوا على المذهب الزيدي. واستدل العريفي على دعم إيران للحوثيين من خلال القول إنهم، خلال معاركهم مع الحكومة اليمنية، أصروا على أن يكون السيستاني هو الوسيط لحل النزاع، مضيفاً: "لم يطلبوا أن يكون علماء كبار هم الوسطاء، بل شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من أطراف العراق." وندد مجلس النواب العراقي بتصريحات العريفي، فاعتبرها تخرصات تشق وحدة الصف الإسلامي" داعيأ الحكومة السعودية إلى اتخاذ "موقف واضح وصريح" منها، في حين قامت وزارة الداخلية الكويتية بوضع اسم الداعية المعروف محمد العريفي، ضمن قوائم الممنوعين من دخول دولة الكويت.