قال مصدر عسكري أردني مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة، إن ثلاثة عسكريين من قوات حفظ السلام الاردنية العاملة في جزيرة هاييتي قد لقوا مصرعهم واصيب ثلاثة وعشرون آخرون في الزلزال المدمر الذي ضرب الجزيرة مساء امس الثلاثاء، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات بالاضافة إلى تشريد الآلاف وتدمير مئات المباني. ونقلت وكالة الانباء الأردنية "بترا" عن المصدر قوله، الشهداء هم: الرائد عطا عيسى حسين المناصير والرائد اشرف علي محمد الجيوسي والعريف رائد فرج مفلح الخوالدة واصيب 18 اخرون من مرتبات القوات المسلحة الاردنية المشاركة في قوات حفظ السلام. كما اصيب خمسة من افراد سرايا الامن العام وقوات الدرك والمراقبين العاملين ضمن بعثة الاممالمتحدة في هاييتي ،وصفت اصاباتهم بالطفيفة، على ما ذكرته مصادر المكتب الاعلامي في مديرية الامن العام. والمصابون العسكريون هم: ملازم 1 رامي ماجد علي ، ملازم عبدالله احمد عبد الحافظ ، وكيل ياسر عبدالله عبد الرحمن ، وكيل احمد ابراهيم علي ، رقيب 1 بسام محمد حمد ،رقيب 1 طه غانم هزاع ، رقيب منذر محمد علي ، رقيب 1 اكرم عبدالله حسن ، وكيل كريم سالم قطيش ، رقيب 1 عامر مصطفى توفيق ، رقيب 1 علوان سليمان سليم ، رقيب محمد مفلح مرشد ، رقيب منور خليفة محمد ، رقيب 1 معتصم اكرم علي ، عريف محمد عقلة حسن ، عريف مهند نمر سليمان، عريف احمد يوسف احمد ، جندي 1 انيس ممدوح محمد . الزالزال المدمر وكان زلزال مدمر ضرب شبه جزيرة هايتي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء مما أدى لوقوع دمار واسع النطاق، وسط مخاوف من سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح. وذكرت الأنباء الواردة من هايتي بأن وسط العاصمة "بورت أو برنس"، دُمر بشكل كبير، حيث انهار تماما أو تضرر عدد من المباني بشدة من بينها القصر الرئاسي ومقر بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والفنادق والمنشآت الحكومية، ولم تستطع سلطات هاييتي على الفور تقديم اي حصيلة بعدد القتلى والجرحى. وذكرت التقارير أن مركز الزلزال يبعد بمسافة 22 كيلومترا غربي بور أو برانس، حسب مركز المسح الجيولوجي الأمريكي. ويُذكر أن هايتي هي أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية. وقالت أنباء أن جثث آلاف الضحايا طمرت تحت ركام الأنقاض، وتسود حالة من الهلع بين السكان الذين فروا إلى الشوارع، وتجمع الآلاف منهم فيها، بينما حل الظلام على عاصمة هايتي التي يقطنها نحو مليوني نسمة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن شهود عيان قولهم: ان مشاهد من الفوضى أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.3 درجة مقياس ريختر. كما أدى إلى انقطاع لاتصالات الهاتفية الأرضية والنقالة إلى عرقلة عمليات الإنقاذ، بينما قال علماء إن الدمار الناجم عن الزلزال سيكون كبيرا نظرا لقرب مركزه من سطح الأرض. وأعلن سفير هايتي في المكسيك ان رئيس هايتي رينيه بريفال "على قيد الحياة" اثر الزلزال الكبير الذي دمر القصر الرئاسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي ان الدبلوماسيين الأمريكيين شاهدوا العديد من الجثث في الشوراع وعلى الارصفة" موضحا أن هناك العديد من القتلى تحت الأنقاض.واشار كراولي إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت تنظم مساعدتها الطارئة لارسالها الى هايتي. وقال أحد السكان الذي اضطر الى المشي عدة كيلومترات للعودة الى منزله وسط مشاهد الذعر ان "وسط بور او برنس قد تدمر, انها كارثة حقيقية". ووصف موظف انساني الوضع في "بور او برنس" بانه "فوضوي" واعرب عن خشيته من وقوع "الاف القتلى", حسب ما قال مسؤول في المنظمة الأمريكية غير الحكومية "كاثوليك ريليف سيرفيسيز". ومن ناحيته, اعلن مسؤول في الاممالمتحدة ان عددا كبيرا من موظفي المنظمة الدولية في هايتي هم في عداد المفقودين بعد الدمار الكبير الذي لحق بمقر المنظمة الدولية. وفي واشنطن, اعلن سفير هايتي في الولاياتالمتحدة ريمون جوزف ان الزلزال الذي ضرب هايتي الثلاثاء تسبب ب"كارثة كبيرة".وقال لمحطة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" بعد اتصاله بوزارة الخارجية الهايتية "اعتقد انها فعلا كارثة كبيرة". من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يتابع الموقف في هايتي مؤكدا استعداد بلاده لتقديم مساعدات فورية.وقال اوباما في بيان "ان افكاري وصلواتي تتوجه الى الذين ضربهم هذا الزلزال" مضيفا "نتابع الوضع عن كثب ونحن مستعدون لتقديم المساعدة الى الشعب الهايتي". وأبدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استعداد بلادها لتقديم العون لهاييتي حيال هذه الكارثة الإنسانية. وأصدر الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بيانا عبر فيه عن قلقه وتضامنه مع شعب هاييتي، وأكد التزام الولاياتالمتحدةبمساعدة هاييتي في عمليات الإنقاذ والبناء فيما بعد. مساعدات في هذه الأثناء، قررت الإدارة الأمريكية إرسال فريقا للتعامل مع الكوارث، يشمل كلابا بوليسية وأطنانا من معدات الإنقاذ، بينما قالت فرنسا إن اثنتين من طائراتها ستصلان اليوم إلى هاييتي وعلى متنهما رجال إنقاذ وإمدادات إنسانية. أما فنزويلا فقد قالت إنها تستعد لإرسال مروحية عسكرية محملة بمساعدات غذائية وطبية وكميات من مياه الشرب. وبدأت وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وقيادة الجنوب تنسيق جهودها لمساعدة هاييتي. ومن جهته، أعلن بنك التنمية بين الأمريكتين أنه سيقدم مساعدات طارئة إلى هاييتي تصل قيمتها إلى مئتي ألف دولار. وأعلنت الإدارة الأمريكية إرسال اول فريق من المنقذين الى هايتي وهم سيعملون على تفتيش الانقاض بحثا عن احياء. ويتألف الفريق من 72 شخصا وستة كلاب ويحملون معهم خصوصا حوالى 48 طنا من تجهيزات الانقاذ بحسب ما جاء في بيان للوكالة الأمريكية للمساعدة على التنمية "يو اس ايد". وأوضح البيان أن خبراء في الكوارث الطبيعية سيرافقون المنقذين لمساعدتهم على تقييم الوضع في العاصمة الهايتية التي يقطنها مليونا شخص تقريبا. من جانبها، تعهدت الحكومة الألمانية بتقديم مساعدات عاجلة لهايتي بقيمة مليون يورو في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وخلف مئات القتلى والجرحى. وذكرت صحيفة "القدس" الفلسطينية أن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أطلع مجلس الوزراء الألماني خلال اجتماعه اليوم عن الوضع في هايتي وإجراءات الإغاثة الأولية في أعقاب الزلزال. ووفقا لبيان صدر عن الوزارة تقوم وحدة إدارة الأزمات بمراقبة الوضع بدقة في هايتي. ومن المقرر أن تتخذ الوحدة القرار بشأن المزيد من إجراءات الإغاثة بالتعاون مع جهات أخرى. وأكد فيسترفيله أن حكومة بلاده ستقف بجانب هايتي بتقديم كل المساعدات الممكنة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن وحدة إدارة الأزمات التي تم تشكيلها على الفور في هايتي ستفحص ما إذا كان هناك ألمان تضرروا من الزلزال وما يمكن فعله لتقديم المساعدة في المناطق المنكوبة.