يحاول شاب انتشال امرأتين تئنان تحت اكوام الركام داخل متجر في بور او برنس دمره الزلزال لكن ليس لديه امل كبير بنجاتهما، فمن دون عتاد ولا تدريب ولا تنظيم يجد المتطوعون انفسهم عاجزين عن اتمام عمليات الانقاذ. وعلى الرغم من ان طائرات الاغاثة الدولية بدأت بالوصول الى مطار بور او برنس، فان سكان هاييتي المنكوبين لا يسعهم حتى الساعة الا الاتكال على انفسهم ومحاولة انقاذ الضحايا بقدراتهم المتواضعة، بعد يومين من اعنف زلزال يضرب بلدهم منذ 150 عاما. وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على الكارثة يبحث عشرات الالاف عن الغذاء والماء ويساعدون في البحث عن اقاربهم الذين ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض. وقال شاؤول شوارتز -وهو مصور لمجلة تايم- انه رأى استحكامين اثنين على الاقل بالحجارة وجثث قتلى الزلزال على الطرق في وسط المدينة. وقال "بدأوا سد الطرق بالجثث. المشهد قبيح وهم غاضبون لعدم وصول اي معونة اليهم". وقال مسؤول كبير في الصليب الاحمر في هاييتي إن عدد قتلى الزلزال قد يكون بين 45 ألفا و50 ألفا. وفضلا عن ذلك فإن ثلاثة ملايين آخرين او ثلث سكان هاييتي أصيبوا أو أضحوا مشردين بلا مأوى بعد الزلزال وقال رينيه ريفال رئيس هاييتي للصحفيين في المطار اثناء مرافقته ليونيل فرنانديز رئيس جمهورية الدومنيكان اول رئيس دولة اجنبية يزور هاييتي بعد الزلزال المدمر "دفنا بالفعل 7000 في مقبرة جماعية". وقال فرنانديز ان من بين أهم الاشياء التي يحتاج اليها مواطنو هاييتي المساعدة في دفن الموتى. وسترسل الولاياتالمتحدة 3500 جندي و300 مسعف للمساعدة في عمليات الاغاثة والامن في العاصمة المنكوبة. وسيرسل البنتاغون حاملة طائرات وثلاث سفن برمائية ووحدة من مشاة البحرية. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما "نقول لشعب هاييتي بوضوح وعن اقتناع انكم لن تتعرضوا للنسيان. في هذه الساعة من احتياجكم العظيم امريكا تقف معكم". وتعهدت الولاياتالمتحدة بمساعدات امريكية في المدى البعيد لحكومة هاييتي. وانهار مبنى البرلمان وقصر الرئاسة والعديد من المباني الحكومية ولم يتضح عدد النواب والمسؤولين الذين نجوا من الزلزال. وانهار السجن الرئيسي فتمكن مجرمون خطرون بالهرب. وأكد سفير هاييتي لدى ألمانيا أمس ان العديد من الوزراء والشخصيات السياسية البارزة لقوا حتفهم إثر الزلزال وقال إن من بين القتلى وزير العدل بول دينيس والمعارض السياسي ميشيل جيلارد . وأضاف " أعلم أن العديد من الوزراء لقوا حتفهم ، ومن بينهم بالتأكيد وزير العدل بول دينيس". واقيمت خيام مؤقتة في كل مكان واقترب مواطنون من هاييتي في مخيم ايواء غير رسمي من صحفي وهم يصرخون مطالبين بالماء. وقالت فاليري لويس التي نظمت أحد المخيمات "الرجاء ان تفعلوا أي شيء بامكانكم .. فهؤلاء الناس ليس لديهم ماء أو غذاء أو دواء ولا يساعدهم أحد". ولا تزال الجثث متناثرة في أنحاء المدينة ويغطي الناس انوفهم بقماش لتجنب الرائحة النتنة. كما توقع خبراء صحيون أن تكون التداعيات الصحية للزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد في الأيام، بل الأسابيع والأشهر المقبلة، أسوأ من العواقب الفورية التي نتجت. ونقل موقع "هلث داي نيوز" الأميركي عن الخبراء أن الدمار الكامل للبنى التحتية في هاييتي، سيشكل الخلفية المفجعة للأزمات الصحية العامة المقبلة،على المديين القريب والبعيد. وقال البروفسور في السياسة العامة بجامعة كارولينا الشمالية في راليغ، توم بيركلاند، "الآن هي المشكلة، التي تظهر عادة في كوارث مماثلة، حيث تتضرر البنى التحتية المتعلقة بالصحة العامة بشكل كبير، كالمستشفيات على سبيل المثال"، مضيفاً "قد يكون الوضع حالياً أسوأ بين 10 إلى 100 مرة ، فالأنظمة المادية التي تدعم الأنظمة الصحية تضررت بشكل سيئ". وأشار الموقع إلى أن هاييتي فقدت مقوماتها وأغلب أجهزة اتصالاتها معطلة، كما وأصيب المرفأ والمطار بدمار كبير جراء الزلزال، كما تضررت الطرقات، مما يجعل عمليات الإنقاذ والإغاثة أكثر صعوبة. وتعهدت دول في شتى انحاء العالم بارسال فرق انقاذ وكلاب بحث ومعدات ثقيلة وخيام ووحدات تنقية مياه واغذية واطباء وفرق اتصالات. واعلنت الاممالمتحدة أمس ان المجموعة الدولية تعهدت حتى الان بتقديم مساعدات بقيمة 268,5 مليون دولار لضحايا الزلزال المدمر في هاييتي. وعرضت منظمة الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية وضع المساعدات الانسانية في تقرير تناول الدعم الاولي الذي تلقته المنظمة من حوالى عشرين دولة ومنظمة ومجموعة. وبين الجهات المانحة خصوصا الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي واستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والصين والمانيا وايطاليا واسبانيا وهولندا والولاياتالمتحدة وهولندا. من جهة أخرى، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ( أجفند)، عن تبرع البرنامج بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي لدعم جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية في هاييتي ويأتي هذا التبرع امتداداً لدور برنامج الخليج العربي ومواقفه الإنسانية في تخفيف معاناة المنكوبين، واستجابة لنداء حكومة هاييتي للإسهام العاجل في العون الإنساني. كما اعلن الاردن ارسال طائرة عسكرية محملة بمواد اغاثة ومستشفى ميداني عسكري الى هاييتي. وغادرت الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي الاردني عمان محملة بمساعدات انسانية ومستشفى ميداني عسكري متحرك الى هاييتي لمساعدة المنكوبين وتقديم الخدمة الطبية ايضا لقوات حفظ السلام الدولية العاملة هناك كما جاء في بيان رسمي. إضافة لذلك، أمرت رئيسة الفلبين جلوريا أرويو بإرسال فرق طبية إلى هاييتي كما أمرت القوات المسلحة إلى وضع قوة لحفظ السلام في حالة تأهب انتظارا لطلب الأممالمتحدة نشر قوات إضافية. وقالت :" لدينا رغبة قوية أن تتعافى هاييتي سريعا وبشكل كامل من هذه المأساة".