تفاعلت الصحافه المحليه مع قصة إعتداء هيئه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على فتاه في الدمام ، وتعود القصه قبل نحو أسبوع عندما اشتبهت دوريه للهيئه في مدينة الدمام بصاحب سياره يصطحب فتاه معه في منطقة الكورنيش على أنها خلوه غير شرعيه ، وعند محاولة الهيئه إيقاف صاحب السياره هرب من أمامهم وعند مطاردته تمكن صاحب السياره من إنزال الفتاه أمام دورات مياه تقع على الكورنيش ولاذ بالفرار ، بعدها دخلت الفتاه داخل دورات المياه وانتظرها رجال الهيئه فلم تخرج ، ثم داهموا دورات المياه النسائيه وسحبوا الفتاه وأغمي عليها ورفعوها وأركبوها معهم في السياره ، وعلى خلفية هذه القصه علق الإعلامي / محمد الهرفي في جريدة عكاظ قائلاً " لم أصدق عيني وأنا أتصفح صحيفة «الحياة الثلاثاء 4/1/1431ه» وقد كتبت موضوعا بارزا في صفحتها الأولى تحت عنوان «الدمام: هيئة الأمر بالمعروف تدهم دورة مياه للنساء وتسحب فتاة وتضربها». العنوان وحده كان صادما ومفجعا، ولكن التفصيلات الداخلية كانت أكثر صدمة وألما، قلت: هل وصلت الهيئة إلى هذا الحد؟! أين التسامح الذي أعلنت عنه؟! أين فتاوى مسؤوليها الكبار؟ بل أين الإسلام مما تفعله؟! «الحياة» أكدت أن مراسلها كان يتابع تفاصيل الحدث، وقد أكد أن أعضاء من هيئة الدمام لاحقوا فتاة داخل دورة مياه نسائية، تخيل المنظر!! الفتاة أصيبت بالإغماء، وبدلا من إيقاظها ومساعدتها وهذا مقتضى الرحمة أيقظوها بالركل والضرب!! ربما هذه طريقة حديثة في إيقاظ المغمى عليهم!! الفتاة المسكينة تكشفت أعضاؤها بسبب السحب والجذب لعدة أمتار.. حملها مجموعة منهم من يديها ورجليها.. فدفوها داخل السيارة وفي صندوقها!! لو كانت خروفا لما جازت معاملتها شرعا بهذه الطريقة.. لكن الحضارة لها أشكال وألوان!! مراسل «الحياة» الذي يقول إنه كان حاضرا كل تفاصيل المأساة وصف المنظر ب«المرعب»، وله الحق في هذا الوصف، فهو أكثر من ذلك وأبشع!! كما أنه يؤكد أن جميع الحاضرين وصفوا المشهد ب«الوحشية» وأنهم تساءلوا: ما فائدة البرامج التي تقوم بها الهيئة لتحسين صورتها طالما ظلت تقوم بمثل هذه الممارسات؟ وتساءل آخرون: من الذي يجيز لأي كائن ملامسة جسد فتاة بهذه الصورة وضربها وركلها بالقدمين؟ الشق الأول من السؤال أجابت عنه الهيئة وعلى لسان أحد مسؤوليها بأنه جائز ولا بأس به.. أما الثاني فلا أعرف أن أحدا أجازه.. وعلى هيئة حقوق الإنسان أن تقول رأيها في هذا النوع من المعاملات الإنسانية؟! الهيئة تناقض نفسها كثيرا، وتمارس تصرفات لا يمكن قبولها أو حتى تصديقها في بعض الأحيان. قالوا: إنهم أوقفوا ملاحقة الآخرين.. وهنا نراهم يلاحقون فتاة ضعيفة، كان ممن الممكن أن تفقد حياتها بسببهم!! دخولهم دورة مياه نسائية لا يمكن تبريره.. فمهما كانت جريمة هذه الفتاة فهذا لا يبرر لهم اقتحام مكان له خصوصية كبيرة، حتى وإن آمن البعض بأن هذا الدخول ليس خلوة!! كان بإمكانهم التصرف بطريقة لائقة غير اقتحام دورات مياه نسائية، هذا إذا كانت الفتاة قد ارتكبت جريمة بكل هذه الخطورة!! الفتاة وكما يفهم من الخبر وبحسب بعض التفصيلات اللاحقة فإنها كانت في مكان عام فما الذي يبرر لهم تلك المطاردة المفجعة؟. وإذا كان فعل الشابين محرما في نظرهم فهل حمل الفتاة وكشف أجزاء من جسمها وقذفها في سيارة وهي معهم.. هل كل ذلك مباح؟ وهل كونهم موظفين في الهيئة يبيح لهم شرعا ما هو محرم على سواهم؟! فهل ملامسة المرأة الأجنبية مباح؟ مراسل «الحياة» يؤكد أنه حاول الاتصال بالناطق الرسمي باسم الهيئة وبمسؤولن آخرين ليعرف منهم حقيقة ما يجري، لكن أحدا منهم لم يرد عليه، مما جعله يرسل لهم رسائل هاتفية ولكن هذه الرسائل لقيت المصير نفسه!! وهنا أتساءل: لماذا لا يبادرون بإيضاح ما فعلوه؟ خاصة إذا كان يتسم بكل تلك «الوحشية» التي وصف بها ذلك الفعل؟! على أية حال.. إذا كان ما قالته «الحياة» صحيحا فإن هذا الفعل سيقضي على كل آمال البعض في تحسين صورة الهيئة، كما أن الحديث عن أي تطوير لاحق سيكون عبثا لا قيمة له. على الهيئة أن توضح مواقفها مما يكتب عنها وبسرعة.. عليها أن تحافظ على سمعتها، هذا إذا كان ما كتب عنها غير دقيق. توضيحات الهيئة حول الحادثة غير كافية، ولم تتحدث عن كل التفاصيل التي أوردتها «الحياة» وهذا يطرح أسئلة كثيرة كلها تحتاج إلى إجابات."