(شرق) طهران - كونا - رحب المستشار الإعلامي للرئيس الايراني علي اكبر جوانفكر بالزيارة المرتقبة التي سيقوم بها سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء الى ايران اليوم. وقال جوانفكر ل «كونا» «نحن نرحب وننتظر زيارة سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء الكويتي ونتمنى ان تؤدي هذه الزيارة الى اتخاذ خطوة جديدة في طريق تعزيز العلاقات بين البلدين». واعتبر ان هذه الزيارة «خطوة لتعزيز العلاقات الودية بين الجانبين في شتى المجالات، وكذلك لتوطيد الروابط الاجتماعية والثقافية بينهما». ووصف جوانفكر مستوى العلاقات الايرانية - الكويتية بأنها «جيدة»، داعيا في الوقت نفسه الى استثمار الفرص والامكانات المتاحة لدى الجانبين لترسيخ مختلف أوجه التعاون بينهما. قواسم مشتركة ولفت الى ان «طهران والكويت تمتلكان قواسم مشتركة كثيرة، ويمكن من خلال الاعتماد على هذه العوامل المشتركة تدعيم العلاقات على الصعيدين الرسمي والشعبي». ورأى ان «بإمكان هذين البلدين الجارين التشاور حول مختلف المسائل الاقليمية»، معتبرا ان «توطيد العلاقات يساعد في حل قضايا المنطقة ويمكن ان تصبح العلاقة الجيدة بينهما نموذجا لمزيد من التعاون بين دول المنطقة». من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة ايرانية مصيب نعيمي اهمية هذه الزيارة في المرحلة الراهنة، قائلا ان «زيارة سمو الشيخ ناصر المحمد ستشكل فرصة مناسبة للارتقاء بمستوى العلاقات الايرانية - الكويتية». وبين نعيمي ان هذه الزيارة مهمة من عدة نواح كونها تأتي في المرحلة التي تتولى فيها الكويت رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكذلك في مرحلة تتطلب من الجميع التعاون من اجل اخراج المنطقة من ازماتها المفتعلة. واعرب عن اعتقاده بان «نتائج الزيارة ستكون مهمة ومؤثرة على الصعيدين الثنائي والاقليمي، خصوصا ان الكويت تلعب دورا مهما في الوقت الراهن بالمنطقة». واضاف ان «بامكان ايران والكويت بالتعاون مع باقي الدول النفطية في المنطقة لتشكيل كتلة اقتصادية كبيرة من شأنها ان تقوم بدور مؤثر حتى في الاقتصاد العالمي». وتوقع نعيمي ان «يتناول الجانبان الايراني والكويتي خلال هذه الزيارة العديد من المواضيع التي تهم البلدين، لاسيما في المجالين السياسي والاقتصادي». وتأتي هذه الزيارة المهمة لتضع حجرا جديدا في بنيان العلاقات الكويتية الايرانية التي تمتد جذورها التاريخية الى عشرات السنين. وتعتبر العلاقات بين البلدين الصديقين نموذجا للعلاقات الجوية والديناميكية بين الدول قامت اساسا على الاقتصاد والتجارة ثم ما لبثت ان تطورت الى ميادين اخرى فشملت السياسة والامن والثقافة. الاقتصاد وفي مرحلة ما قبل استقلال الكويت (الاربعينات والخمسينات) شكل العامل الاقتصادي العنصر الاول والركيزة الاساسية في العلاقات بين الشعبين الكويتي والايراني من خلال التبادل التجاري بين موانئ الكويت وموانئ المحمرة وبوشهر وبندر عباس الايرانية الى جانب تجارة الترانزيت التي كانت رائجة بين الدولتين على ضفتي الخليج لدرجة تسمية اسواق البضائع الجيدة في ايران آنذاك بالاسواق الكويتية. ومن باب الاقتصاد كان الولوج الى عالم السياسة حيث كانت ايران من اوائل الدول التي اعترفت رسميا بدولة الكويت بعد استقلالها عام 1961وترجمت هذا الاعتراف الى واقع فعلي بافتتاحها في يناير عام 1962 مقر السفارة الايرانية في الكويت. واستمرت العلاقات الكويتية الايرانية منذ ذلك الوقت بين مد طويل وجزر قصير حتى عام 1990 عندما حدث الغزو العراقي للكويت وشكل نقطة فاصلة وجديدة في العلاقات بين الدولتين الصديقتين. فقد رفضت ايران منذ البداية هذا الاحتلال ودعت الى انسحاب العراق غير المشروع من الكويت، كما ابلغت ايرانالاممالمتحدة امتثالها لقرار مجلس الامن رقم 661 القاضي بفرض المقاطعة الشاملة على العراق. هذا الموقف الواضح والصريح من جانب القيادة الايرانية كان له التأثير المباشر على العلاقات بين الدولتين في مرحلة ما بعد تحرير دولة الكويت، حيث عمل الجانبان الكويتي والايراني على ترسيخ اواصر العلاقات فيما بينهما في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية. المباحثات بين البلدين ولعل الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى الكويت في فبراير 2006 وما صاحبها من مباحثات ثنائية اجراها مع سمو أمير البلاد حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها لدليل واضح على عمق العلاقات بين البلدين الصديقين. وقد وصف الرئيس الايراني خلال تلك الزيارة العلاقات مع الكويت بأنها «جيدة»، مشيرا الى ان «البلدين يشتركان بالقواسم السياسية والاقتصادية والتجارية والتاريخية والجغرافية والثقافية التي تجمع بينهما». التجاري أما في الجانب الاقتصادي، فقد ازداد معدل التبادل التجاري بين الدولتين من حوالي 7.5 ملايين دولار عام 1991 الى حوالي 23.5 مليون دولار عام 1997، واستمر المؤشر التجاري في الصعود حتى وصل عام 2003 الى 180 مليون دولار. وتعد الفاكهة والخضروات والمكسرات والسجاد ومواد البناء من اهم الاصناف التي تستوردها الكويت من ايران، فيما تصدر اليها الحديد والصلب والانابيب المعدنية والاجهزة الكهربائية واليورويا. معوقات فنية وبالرغم من بعض المعوقات الفنية التي حالت الى الآن دون البدء بتنفيذ الصفقة، الا انها تعد من اهم خطوات التعاون والتقارب الكويتي - الايراني. ومن الجانب الاقتصادي ننتقل الى الجانب الأمني، حيث لم تقتصر العلاقات الكويتية - الايرانية على التجارة والاقتصاد فقط، بل تعدتها الى جوانب اخرى لا تقل عنها اهمية، ومن ابرزها الجانب الأمني.