احتشد عدد كبير من مستخدمي «الفيس بوك» متضامنين في احتجاج يقتضي العدول عن آخر تغييرات طرأت على الصفحة الرئيسية» لأكثر خدمة ربط شبكي اجتماعية شعبيةً في العالم. وتدعي مجموعة «أعيدوا الفيس بوك إلى ما كان عليه» الموجودة على الموقع التي تضم ما يزيد على مليون عضو تقريباً، مرة أخرى كما حدث سابقا، أن ولع «الفيس بوك» بالتغيير أثار غضب المستخدمين الذين يفضلون أن تبقى الأشياء على ما هي عليه. «إذا لم يكن الشيء معطلاً، فلا تقترب منه»، كما كتب أحد مستخدمي «الفيس بوك» تحت اسم، كارلوس ديلون، على صفحة دردشة مجموعة الاحتجاج. عدّلت «الفيس بوك» الجمعة الماضي خاصية تغذية الأخبار لتمكين أعضاء خدمة الربط الشبكي الرائدة في العالم من معرفة ما فاتهم من أنباء سارة، بينما كانوا بعيدين عن الموقع الإلكتروني. ويسمح «الفيس بوك» الآن للأعضاء بالتحويل بين تدفقات الأخبار في الوقت الفعلي أو النشاطات القائمة، وتسليط الضوء على ما تبادله الأصدقاء على الشبكة خلال الساعات ال 24 الماضية. وترتكز خيارات تغذية الأخبار الفائتة على عوامل تشمل مدى إعجاب الأصدقاء بها وحسب تعليقاتهم عليها. وينقل خيار «لايف فيد – Live Feed» التحديثات والأخبار الجديدة حول نشاطات الأفراد على شبكة الإنترنت إلى الصفحات الرئيسية للفيسبوك، بينما تظهر المعلومات على سطح الشاشة. «عندما قمنا بإعادة تصميم الصفحة الرئيسية لفيسبوك في آذار (مارس) الماضي، سمعنا من ملايين المستخدمين الذين تم جمع التغذية الراجعة منهم، وتم النظر فيها من أجل تطوير الخاصتين الجديدتين نيوز فيد، ولايف فيد»، كما جاء عن «الفيس بوك» في رد على سؤال من الوكالة الفرنسية ضمن رسالة إلكترونية. «عندما نطلق منتجات جديدة، نستمع بانتباه إلى المستخدمين بشأن ماهية تغييرات معينة يمكننا اتخاذها من أجل تحسين التجارب على الموقع». وقد نشر بعض مستخدمي فيسبووك يوم الإثنين إرشادات تصف طريقة للعودة إلى شكل خاصية تغذية الأخبار السابقة للصفحات الرئيسية، وذلك بجعل «خاصية التحديث» خياراً افتراضياً. «نحن نشجع الناس على مواصلة إرسال تغذية راجعة بنّاءة ومفصّلة، ونحن ملتزمون باستخدامها لمعرفة كيفية بناء وتحسين الموقع للجميع»، كما جاء عن «الفيس بوك». وقبل أيام قليلة، أعلن ماكس كيلي، المسؤول عن الأمن في موقع «الفيس بوك» الاجتماعي، عن سياسة المؤسسة الخاصة بصفحات الأشخاص المتوفين، حيث تقرر أن تتضمن إزالة اسمائهم من الشبكة الافتراضية، وخدمات محركات البحث، ومنع أي عملية دخول إلى الموقع الاجتماعي باسمهم، بينما يسمح بترك صفحتهم الرئيسية مفتوحة أمام الأقارب والأصدقاء لتقديم العزاء. وقال موقع سي. إن. إن. في تقرير له نشر أمس الأول، يعتقد كثيرون أن هذه الخدمة جديدة، إلا أن كيلي أكد أن خدمة «الذكرى»، للمتوفين، كما أطلق عليها، موجودة منذ إطلاق موقع الفيس بوك. ويأتي هذا الإعلان بعد أن تسبب الشكل الجديد ل «الفيس بوك»، الذي يتضمن اقتراحات بإضافة أشخاص إلى قائمة أصدقاء المستخدم، ضربة قاسية للمشرفين على هذا الموقع، حيث اشتكى كثيرون من أن عددا كبيرا من الأشخاص «المقترحين» متوفون. ويقول كيلي عبر مدونته الإلكترونية: «نحن نتفهم صعوبة تذكر من فقدناهم، وهنا تقع المسؤولية على الأصدقاء والعائلة للاتصال وإبلاغهم بالوفاة». وأضاف كيلي أن على الأصدقاء تعبئة نموذج لإثبات الوفاة، قبل أن يتم تطبيق خدمة «الذكرى» على صفحة المتوفى، وحين يتم التأكد من الوفاة، يحجب اسم المتوفى عن قائمة المقترحات المقدمة لمستخدمي «الفيس بوك»، وتبقى الصفحة الرئيسية مفتوحة لتقديم العزاء. ورغم ارتفاع شعبية «الفيس بوك» لدى المستخدمين، وخصوصا الشباب منهم، لا تزال هناك بعض علامات الاستفهام بشأن السياسة المتبعة لاحترام خصوصية الأعضاء لدى الموقع الاجتماعي. وفتحت مفوضية الخصوصية الكندية تحقيقا بشأن سياسات «الفيس بوك» فيما يتعلق بالخصوصية، وتحديدا صفحات المستخدمين المتوفين. وفي المقابل، قدم المشرفون على «الفيس البوك» وعودا بإعادة النظر في هذه السياسات، وتقديم خدمات أفضل فيما يتعلق بالمعلومات الخاصة بالمستخدمين. من جانبها، قالت آن ماري هايدن، المتحدثة باسم «الفيس بوك»، إن المفوضية تشعر بالرضا عن إجراءات «الفيس بوك»، كما أنها ستقوم بمراجعة شاملة لجميع سياسات الموقع الاجتماعي في هذا الشأن، وستعلن عن نتائج التحقيق في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الحالي. يذكر أن عددا آخر من المواقع الاجتماعية تواجه ذات المشكلة.