اختار برنامج "خط الستة" الذي بثته قناة أبو ظبي الرياضية أمس منهج التصعيد والتمسك بموقفه في معرض تناوله لقرار منع القناة من نقل مباريات دوري زين السعودي للمحترفين ابتداء من 11 أكتوبر المقبل. وكان البرنامج الذي بث أمس حسم الجدل في مسألة منع القناة من النقل من عدمها، وأعلن مقدمه، مدير القناة محمد نجيب أن القناة تلقت خطاباً رسمياً من شبكة قنوات راديو وتلفزيون العرب art، جاء فيه "إشارة لخطابات سابقة وبناء على ما جاء في القناة أخيراً من تناول استشعرت فيه قيادة الاتحاد السعودي لكرة القدم تعدياً عليها، فإننا نعلمكم بخطاب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد المؤرخ بتاريخ 27 رمضان 1430 برغبة الاتحاد بوقف قناة art التعامل مع قناة أبو ظبي بنقل أي مباريات للدوري. وعليه يؤسفنا إبلاغكم أننا لن ندرج المباريات المذكورة ضمن العقد للعام الثاني معكم ابتداء من 11 أكتوبر المقبل". وأكد نجيب في التقديم للحلقة أن القرار جاء على خلفية حلقة البرنامج التي تناولت خروج المنتخب السعودي من تصفيات الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم المقبل والتي بثت قبل القرار بأربعة أيام. وكان البرنامج قد بدأ بتعليق لنجيب قال فيه "العالم قرية صغيرة.. وحينما تبنى العلاقة على الرأي والرأي الآخر، فخطأ أن تعتبر الرأي الآخر صدى لصوتك". واستهل البرنامج أحداثه بتقرير حمل عنوان "الحدث: حرمان الشارع السعودي من متعة مشاهدة الدوري على أبو ظبي". وبدأ البرنامج سرده لتسلسل الأحداث وصولاً للقرار، فركز أولاً على "خروج المنتخب السعودي غير المتوقع وغير المقبول من تصفيات كأس العالم". ثم عرج إلى "المكاشفة من خلال خط الستة.. الآراء مجردة من الأهواء، ومعلنة بشفافية". وعرض البرنامج آراء المشاركين فيه في الحلقة التي بثت في 24 رمضان الماضي وقال نجيب إنها كانت خلف قرار إلغاء العقد مع قناة أبو ظبي لنقل الدوري، وفيها قال صالح الطريقي "منذ سنوات أعلن رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد عن مشروع الاتحاد بقوله سننافس على كأس العالم 2010 ولكن خروج المنتخب أثبت أن البرنامج كان خطأ، والمشروع فشل.. وإذا لا بد أن يبتعد الاتحاد بأكمله ويأتي بديله". كما عرض لرأي محمد الدويش الذي قال "الاتحاد يتحمل المسؤولية، وعلى رأسه رئيسه، فقد اتخذ أشياء أدت لهذه النتيجة المخيبة لآمال السعوديين". وعرض أيضاً لرأي أحمد الشمراني الذي قال "تحميل الأمير سلطان المسؤولية لا يختلف عليه لأنه على رأس الهرم، لكن هناك عوامل أخرى منها لجنة المنتخبات التي تمارس الدوري الإداري وعلى رأسها الأمير نواف بن فيصل". وعرض أخيراً لرأي عدنان جستنية الذي أشار إلى حالة إحباط شديدة لدى جميع المواطنين، وأن المنتخب كان مخيباً للآمال". وبعد استعراض التسلسل أكد نجيب أن القناة تسلمت قبل بدء البرنامج بساعات ما يفيد بمنعها من نقل مباريات الدوري، عارضاً تسجيلاً لآراء عينة من الجمهور السعودي تبدي أسفها للقرار، فيما انتهى التقرير الاستهلالي بالقول "هل يتم فسخ العقد دون مقدمات.. قد يكون هناك قرار يلغي نقل مباريات الدوري، لكن ليس هناك قرار يلغي محبة أبناء المملكة لقناة أبو ظبي التي تربعت على عرش القلوب". وفي معرض تعليقه على القرار قال الدويش في حلقة أمس "آسف جداً لما يحصل، وأعرف خلفيات الرسالة، وهي رسالة غير صالحة في هذا الوقت الذي نتكلم فيه عن حرية الإعلام السعودي في أي موقع سواء كان سعودياً أو غير سعودي". وأضاف "الإعلام السعودي يمتلك حرية انتقاد رئيس الاتحاد.. وهل المطلوب مني أن أطبل أو أصفق.. أعطوني إنجازاً لأصفق، إذ لا يعقل أن أصفق وأنت لم تقدم إنجازاً.. عدم وصول المنتخب السعودي كأحد عمالقة آسيا غير طبيعي ، فما بالك عندما يخفق حتى عبر الملحق وملحق الملحق على الرغم من أن الكرة السعودية تتوفر لها كل عناصر النجاح". وختم "يا من اتخذت القرار إن كنت تبحث منا عن تطبيل وتزمير فلن نطبل لك". أما أحمد الشمراني، فقال "كنا نريد تسبيب القرار، وما ذكر في الخطاب كان استفتاء بتأييد ما طرح في برنامج خط ال6، نحن لم نتجاوز الخطوط الحمراء.. تحدثنا بجرأة وصراحة، وكان الاتحاد يدعمنا في يوم من الأيام، فما الذي تغير؟ هل المنبر؟ ما طرحناه في البرنامج طرح في الصحف السعودية.. آراؤنا وقناعاتنا لن تتغير.. وخط الستة سيستمر". أما الطريقي فقال "المشاهد لا يعرف ما الذي أدى إليه هذا القرار.. ولا يعرف أن سحب العقد أدى إلى قطع أرزاق مؤسسات وعاملين كانت القناة تستعين بهم في المملكة لنقل المباريات، فهل فكر أحد في مصير هؤلاء، هل انتبهت art والمؤسسة الرياضية لهذه المسألة". بدوره قال جستنية "صدمنا بالقرار، لكن ما يحز بالنفس هو المشاهد الرياضي، ما ذنبه؟ هل وصل بنا الحال لنحرمه من برامج ومباريات وجد فيها ضالته. المشاهد لم يؤخذ رأيه بالقرار، وكنا أتمنى أن يكون لدينا ثقافة حوار.. كنا نريد أن يناقشنا أحد فيما طرحناه". وختم نجيب هذه المداخلات في مقدمة البرنامج بالتأكيد "كنا نتمنى لو أن مسؤولاً في اتحاد القدم السعودي ناقشنا وجادلنا الحجة بالحجة".