في سابقة هي الأولى من نوعها, تحدى عالم ليبي السلطات الليبية مفتيا ببطلان الاعلان عن أن يوم السبت 19 -9-2009 هو بداية عيد الفطر المبارك، وأن على من أفطر هذا اليوم صومه قضاء. وقال الشيخ أحمد القطعاني عضو مجلس الشؤون الإسلامية والاوقاف في ليبيا والمقيم في طرابلس الغرب ل"العربية.نت": فوجئنا بمركز الاستشعار عن بعد يعلن أن العيد يوم السبت وهذا ما جعلنا نتأخر في رد الفعل, فلم تكن الصورة واضحة لدينا". وحاول عدد من العلماء المسلمين ومن بينهم القطعانى الاتصال بالحكومة الليبية دون جدوى لحسم الأمر، مما فجر عاصفة من الانتقادات للمركز ودوره. لكن إعلان المركز عن تحديد يوم السبت الماضي كأول أيام عيد الفطر, فجر على نحو غير متوقع عاصفة من الانتقادات للمركز ودوره, في وقت سعت فيه أمانة اللجنة الشعبية العامة( الحكومة الليبية) التي يترأسها الدكتور البغدادي المحمودى إلى النأي بنفسها عن هذا الجدل مكتفية بتحديد الأيام الثلاث الأوائل في شهر شوال الجاري وفقا للتقويم الهجري عطلة رسمية من دون تحديد موعد عيد الفطر. وأعلنت معظم الدول العربية والإسلامية يوم الأحد 20 - 9 -2009 أول أيام عيد الفطر المبارك. وفى غياب منصب المفتى في ليبيا منذ سنوات, يتولى مركز الاستشعار عن بعد وهو جهة حكومية الإعلان عن كافة توقيتات المناسبات الإسلامية التي تبدو فيها ليبيا مخالفة على الدوام لإجماع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وأفتى الشيخ أحمد الفطعاني بأن من أفطر يوم السبت الموافق 19-9 -2009 ، يلزمه قضاءه أي صوم يوم واحد فقط بنية القضاء ولا كفارة عليه إن كان جاهلا. تململ العلماء وإزاء حالة القلق التي عاشها الليبيون على مدى الأيام الماضية بشأن صحة افطارهم في هذا اليوم، اضطر التلفزيون الرسمي الليبي بمختلف قنواته الأرضية والفضائية إلى تخصيص جانب من إرساله لبث ندوات دينية تؤكد صحة إعلان مركز الاستشعار عن بعد بعيد يوم السبت الماضي وتحث على إطاعة أولى الأمر في لهجة غير معتادة تعكس حجم الانقسام الذي عاشه الليبيون مؤخرا. لكن القطعانى قال في المقابل ل"العربية.نت" إن " طاعة أولى الأمر واجبة وهى أمر قرآني كريم, لكنها حسب ما نص عليه العلماء لا تكون في العبادات وإنما في المعاملات, مثل إصدار قرار يتعلق بتنظيم البيع والشراء وأمور الحياة, أما أن يصدر ولى الأمر أصلا أمرا بوقف الصلاة فهذا ليس من تخصصه, والصوم ليس من المعاملات بل هو من العبادات وهنا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". وتابع:" ولى الأمر لم يصدر قرارا ومركز الاستشعار عن بعد لا ينوب عن الحاكم ولا نعلم عن المركز أن له هذه الصفة التي لا يقولها ذو عقل أصلا". تدخل القذافى ويعتقد القطعانى أن الحل يكمن في تدخل الزعيم الليبي, وقال "عندما تتيسر الأمور سنقابل الأخ العقيد ومؤكد أنه على علم بما يجرى، وينبغي اتخاذ قرار من قبل مؤتمر الشعب العام ( البرلمان الليبي) لكف هذه الخلافات التي لا تسعد أحدا على الإطلاق". والقطعانى هو واحد من مجموعة علماء ومشايخ لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة، اتخذوا موقفا مخالفا لما أعلنته السلطات الليبية بشأن تحديد يوم عيد الفطر. وبينما كان منشغلا باستقبال المهنئين بالعيد قال القطعانى ل"العربية.نت": "أعتقد أن الأمر لا يتعلق بالخوف من السلطة بقدر عدم الدراية بأهمية أخذ زمام المبادرة", مشيرا إلى أن ترك الأمور تتفاقم كل عام سيؤدى إلى مزيد من الفرقة والانقسام والفتنة. وقال القطعانى عبر الهاتف من مقره في طرابلس أن من احتفلوا بالعيد في ليبيا وفقا للإعلان الرسمي يوم السبت الماضي كانوا على خطأ, مشيرا إلى أن عموم الشعب لا يتحملون الإثم وإنما تبعاته تقع على مركز الاستشعار عن بعد. وروى أنه صلى العيد يوم الأحد وسط بعض المواطنين الليبيين بدون التعرض لأي مضايقات أمنية أو حكومية, لافتا إلى أن العديد من الليبيين أفطروا يوم الأحد خلافا للإعلان الحكومي والرسمي. وقال "ليست هذه المرة الأولى التي نخالف فيها المركز. نصوم دائما حسب ما نعتقد وليس وفقا لما يعلنه المركز