أكد المتحدث باسم السفارة السورية في العاصمة البريطانية لندن، جهاد مقدسي، ل بي بي سي مقتل ثمانية مدنيين سوريين، بينهم امرأة وشاب، وإصابة عدد آخر بجروح في قصف جوي أمريكي اليوم الأحد على مزرعة في منطقة البوكمال المحاذية للحدود مع العراق. ووصف المتحدث الغارة الأمريكية ب "العمل العدواني ضد دولة مستقلة ذات سيادة"، معتبرا "الصمت الأمريكي المريب حيال استهداف مدنيين آمنين أمرا مستهجنا وغير مبرر بالنسبة لدولة هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي مثل الولاياتالمتحدة التي تدَّعي أن مهمتها الأساسية هي الحفاظ على أمن البشر وصيانة حقوقهم." انعكاسات الهجوم طالبنا الحكومة العراقية بالتحقيق الفوري بالهجوم وتحمل المسؤولية، والأمور الآن تتوقف على ما يقوم به العراق حيال ما طالبنا به بشرى كنفاني، مديرة دائرة الإعلام في وزارة الخارجية السورية وحول انعكاس مثل هذا التطور على الجهود الأخيرة المبذولة لإحياء التنسيق والتعاون بين دمشقوواشنطن حيال قضايا الأمن والسلام في المنطقة، قال مقدسي: "ما حصل اليوم لا يدل على نية أمريكية جدية وصادقة بدفع الأمور في المنطقة نحو تحقيق السلام والاستقرار." وكان مراسلنا في دمشق، عساف عبود، قد نقل في وقت سابق عن مصدر إعلامي رسمي سوري قوله إنه في حوالي الساعة الخامسة إلا ربعاً بالتوقيت المحلي (الثانية إلا ربعاً بتوقيت جرينيتش) اخترقت أربع مروحيات أمريكية الأجواء السورية وقصفت منطقة "مزرعة السكرية" في منطقة البوكمال في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق. وأضاف المصدر قائلا إن جنودا أمريكيين اقتحموا أيضا مبنى مدنيا قيد الإنشاء في المنطقة المذكورة وفتحوا النار على عدد من العمال داخله، فقتلوا ثمانية أشخاص، من بينهم زوجة حارس المبنى، وأصابوا عددا آخر بجروح. عادت إلى العراق وقال المصدر إن المروحيات الأمريكية غادرت الأراضي السورية بعد تنفيذها الغارة عائدة باتجاه الأجواء العراقية. ما حصل اليوم لا يدل على نية أمريكية جدية وصادقة بدفع الأمور في المنطقة نحو تحقيق السلام والاستقرار جهاد مقدسي، المتحدث باسم السفارة السورية في العاصمة البريطانية لندن ونقل المراسل عن بيان للخارجية السورية استنكار دمشق وإدانتها للهجوم الذي وصفته دمشق ب "العدواني". وحسب البيان، فقد استدعى نائب وزير الخارجية السوري القائم بالأعمال في السفارة الأمريكيةبدمشق وأبلغه "احتجاج وإدانة سورية لهذا الاعتداء الخطير"، كما تم استدعاء القائم بالأعمال العراقي للغرض ذاته. وطالب البيان الحكومة العراقية ب "تحمل مسؤولياتها والتحقيق الفوري في هذا الانتهاك الخطير، ومنع استخدام الأراضي العراقية للعدوان على سورية". مطالبة بالتحقيق وفي مقابلة مع مراسلنا في دمشق، عساف عبود، قالت بشرى كنفاني، مديرة دائرة الإعلام في وزارة الخارجية السورية: "طالبنا الحكومة العراقية بالتحقيق الفوري بالهجوم وتحمل المسؤولية، والأمور الآن تتوقف على ما يقوم به العراق حيال ما طالبنا به، سيما وأننا سمعنا من رسميين عراقيين، ولأكثر من مرة، أن العراق لن يسمح بأن تُستخدم أراضيه للعدوان على سورية أو أي من دول الجوار." وأضافت كنفاني قائلة: "نريد أن نعرف ماذا يقول العراقيون قبل أن نتكهن بشأن العلاقات بين البلدين، كما نريد أن نعرف ما سيقومون به من تحقيقات في هذا الخصوص." وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن قناة تلفزيون الدنيا السورية الخاصة أن 9 أشخاص لقوا مصرعهم في القصف الأمريكي على المنطقة المذكورة. اقتحام مبنى صورة من التلفزيون السوري لبقع دم في موقع الهجوم وأضاف التلفزيون السوري أن جنوداً أمريكيين كانوا على متن المروحيات المغيرة وقد هاجموا مبنى مدنيا قيد الإنشاء في المنطقة المذكورة. من جهة أخرى، قال شهود عيان إن عدد المصابين من جراء القصف بلغ 14 جريحاً من العمال والمدنيين. في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بروك ميرفي، المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق، قوله: "نحن بصدد التحقيق في هذا الأمر"، لكنه لم يؤكد أو ينف صحة أنباء الغارة أو مقتل وجرح العديد من الأشخاص فيها. ولكن نسبت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء في وقت لاحق لمسؤول عسكري أمريكي لم يكشف عن هويته القول "إن القوات الأمريكية الخاصة هاجمت مقاتلين أجانب مرتبطين بالقاعدة". وتعتبر المنطقة القريبة من مدينة القائم العراقية الحدودية نقطة عبور رئيسية للمسلحين والسلاح والمال إلى العراق لاشعال التمرد لمسلح. وكانت القوات الأمريكية قد اشتكت في السابق من أن سورية هي نقطة العبور الرئيسية للمسلحين الأجانب إلى العراق، واتهمت واشنطندمشق بتجاهل هذه القضية. ويقول مراسلنا إن طول الحدود السورية العراقية يبلغ 650 كم، وتتمركز على الجانب السوري منها قوات عسكرية سورية مهمتها منع التسلل والتهريب بين البلدين. ويقول جوناثان ماركوس المراسل الدبلوماسي لبي بي سي إنه إذا تم التأكد من هذا النبأ فانها ستكون الغارة الأولى المعلنة التي تقوم بها قوات أمريكية داخل الأراضي السورية. وأضاف قائلا "إن توقيتها مثير للتساؤلات حيث يتزامن مع قرب نهاية رئاسة جورج بوش وفي وقت يسعى فيه العديد من حلفاء واشنطن الأوروبيين كالفرنسيين والبريطانيين إلى تطوير علاقاتهم بدمشق".