الطفل اليتيم (حسين) .. أحد الرجال المخلصين اليوم في هذا الوطن ، يعمل خلف الكواليس بصمت ليحصل الناس على أبسط حقوقهم، من العناية الطبية في ال11 من عمره سافر حسين الرويلي مع والده إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة، وقبل ارتفاع أذان المغرب بالحرم المكي، ردد المعتمرون «الله أكبر الله أكبر» بعد وفاة والده نتيجة إصابته بجلطة في أطهر بقاع الأرض. وصل حسين المولود في عام 1968 إلى مدينته الصغيرة طريف ليرتمي في حضن أمه التي كان عليها أن تعول 14 نفسا براتب تقاعدي لا يتجاوز 1500 ريال، فاضطر أن يغادر المدرسة في الصف الثاني الثانوي لمساعدتها في إعالة إخوته، ورغم معارضتها، إلا أنه التحق بوظيفة موقتة في مصلحة الجمارك براتب 1800 ريال، كان مضطرا للحصول عليها اعتلاء سيارات النقل المتوجهة إلى الأردن عبر الحدود إلى جمرك الحديثة. بعد عامٍ من العمل تزوج حسين وهو في سن 17 عاما ليعف نفسه، وإبان الغزو العراقي للكويت، التحق بدورة عسكرية، تخرج منها جنديا براتب 4000 ريال. لكن اتصالاً من أحد زملاء الماضي الذين تخرجوا في الجامعة، حرك مشاعر الحزن بداخله عندما ذكره بخطئه ترك الدراسة، فقرر استكمال ما فاته ليلا حتى أنهى الثانوية وهو ابن 24 عاما. بعدها تقدم لبعثة اليابان التي تدعمها شركة الزيت العربية المحدودة بالخفجي، فذهب في آخر أيام التسجيل وحُددت له مقابلة في اليوم التالي، وبعد الظهر عُلقت النتائج بقبول 4 طلاب كان اسمه من بينهم. في اليابان كانت ترن في أذنيه دعوات أمه وزوجته، وكان يقتسم معهم مكافأة البعثة الشهرية رغم غلاء المعيشة، وبعد 18 شهراً حصل على دبلوم اللغة اليابانية، ثم التحق بجامعة ساننو لدراسة بكالوريوس الإدارة وتخرج فيها عام 1998، ثم توجه لدراسة الماجستير في جامعة أوبرين وتخرج بامتياز. يقول: «أستاذي في الماجستير أهداني كتاباً من تأليفه وكتب عليه عبارة باليابانية تقول: الماء الضعيف يسير من خلال جداول أخرى، والماء القوي يشق جدوله بنفسه». بهذا الفكر عاد حسين في عام 2000 «كالقطار الياباني السريع» ليعوّض والدته وأسرته ما فاتهم، فالتحق بأحد البنوك لفترة قصيرة ثم استقال والتحق بأحد مستشفيات الرياض الخاصة، ونجح في وضع إدارة للجودة في هيكلها التنظيمي، ما أثر في عمل المستشفى، وبدأ «الماء القوي» يشق قناته بسرعة. وبعد 3 سنوات رُقِّي مديراً للشؤون المالية والإدارية بالإضافة إلى عمله مديراً لإدارة الجودة بالمستشفى، فذاع صيته بعد ظهور نتائج نجاحاته، بعدها بسنة كلفه وزير الصحة آنذاك الدكتور حمد المانع بإدارة الشؤون الصحية بمحافظة بيشة، ثم رُشح مديراً للشؤون الصحية بالأحساء، ثم مديراً عاماً للضمان الصحي التعاوني بالوزارة، بعدها مديراً عاماً للشؤون الصحية بمنطقة الباحة. الرويلي الذي غادر مقاعد الدراسة وهو شاب، لم يمنعه طموحه أن يكون له شأن عظيم وقصة نجاح يرويها كل من عرفه وتعامل معه، لأن له قلباً حياً، استيقظ وهو جنديٌ يحرس المستودعات لينطلق في عالم الإدارة والجودة حتى حصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة واشنطن الدولية عام 2005 بتقدير امتياز. يقول: «أنا مدين بالفضل لوالدتي وزوجتي وأسرتي، ولكل مسؤول منحني الثقة لأخدم وطني وأسخر طاقاتي في خدمة المرضى ليحصلوا على حقوقهم الطبية التي سنسأل عنها أمام ملك الملوك». راوي الرويلي (والدحسين) رحمه الله حسين الرويلي حينما بدأ حياته العلمية وهنا وهو جندي قصاصه من خبر نشر اللأربعة المبتعثين إلى اليابان صورة لحسين وهو في اليابان وهنا في حفل التخرج باليابان هنا في مكتبه وهو يعمل في خدمة المواطنين وهنا يتابع المرضى ورضاهم عن أداء العمل الطبي المقدم لهم, كما يفعل يومياً