كان بإمكان مسفر الغامدي، ان يكمل مشواره في السلك العسكري، أو يصبح رجل أمن في إحدى المنشآت الصحية. بيد ان هذا الشاب قرر قبل نحو عقد ان ينخرط في سلك التمريض، وحقق ما أراده. حتى أنه حصل على شهادات متقدمة في مجال التمريض، على رغم الصعوبات المختلفة التي واجهته ضمن مشوار «تحقيق الحلم». واستعرض الغامدي، قصته مساء أول من أمس، خلال حفلة تكريم منسوبي التمريض ممن أمضوا 21 سنة أو أكثر، في مديرية الشؤون الصحية في الأحساء، التي أقيمت تحت شعار «لن ننساكم»، تكريماً لهم ولخدماتهم في هذه المهنة الإنسانية، بحضور مدير «صحة الأحساء» حسين الرويلي، ومديري المستشفيات والمساعدين. وعلى رغم محاولة الغامدي فور تخرجه من الثانوية العامة في العام 1422ه، دخول قسم التمريض في كلية العلوم الصحية. لكنه لم يحصل على فرصة الدراسة في الكلية، فالتحق بمعهد الدراسات الفنية للقوات الجوية في الظهران. وبعد مضي عام ونصف العام من دراسته، ولإحساسه بأنه لا ينتمي إلى هذا المكان، تقدم بطلب الاستقالة من المعهد. وعمل «حارس أمن» في مستشفى العفالق للخدمات الأولية. ومن هنا كانت بداية انطلاقته، بدعم من مدير المستشفى صلاح الفوزان، فالتحق بقسم التمريض في الأكاديمية الدولية للعلوم الصحية عام 1424ه. وبعد انتهاء الدراسة في الأكاديمية، التحق الغامدي بعدد من المنشآت، منها إحدى الشركات المتعاقدة مع «أرامكو السعودية»، ثم عمل فني تمريض في مستشفى الملك فهد في الهفوف، وقسم الخدمات الطبية في جامعة الملك فيصل. ولمواصلة طموحه التعليمي؛ ذهب إلى كندا لدراسة اللغة الإنكليزية. ومن ثم تقدم إلى كلية الدكتور سليمان فقيه للتمريض والعلوم الطبية في جدة، عام 1429ه. وفي الوقت ذاته طلب إجازة استثنائية من دون راتب، إلا أنها رُفضت، فتقدم بطلب استقالة من الجامعة، لإصراره على تحقيق طموحه. بيد أنه تفاجأ بالموافقة على الإجازة التي تقدم بها، فتقدم بطلب إلى الشؤون الصحية في جدة، لإعارته لها، وصدرت الموافقة على ذلك، بدعم من مدير جامعة الملك فيصل في الأحساء. فباشر العمل في مراكز الرعاية الصحية في مطار جدة. وبعد حصوله على مؤهل البكالوريوس تخصص التمريض. عاد إلى مسقط رأسه (الأحساء) للعمل في إدارة الخدمات الطبية في جامعة الملك فيصل. ويتطلع لمواصلة مسيرته التعليمية في التمريض والتحصيل العلمي. بدوره، أشاد مدير «صحة الأحساء» ب«كل مجتهد في عمله، وكل منتسب للمستشفيات، الذين يقومون بدور مهم في إنقاذ الأرواح وتخفيف آلام الآخرين». ولفتت مديرة التمريض بالإنابة مزنة الدوسري، إلى ما قدمه المكرمون من «عطاء متواصل وخبرات كبيرة، وتحمل الصعوبات والتضحيات». فيما قدمت مجموعة من الممرضين أوبريت تضمن أربع لوحات فنية، تحكي «تضحيات الممرض في حقل المعركة والمستشفى والعيادات، وتحمله ظروف الحياة كافة من أجل إنقاذ حياة إنسان، ورسم البهجة والفرج على محيا المرضى والمراجعين». وكتب الأوبريت الشاعر جاسم العساكر وياسين البراهيم.