شعور جميل وراحة عظيمة عندما ترى أحد أبناء هذا الوطن الغالي يعيد ما كان عليه أمة الإسلام الخالدة من علوم واختراعات ومؤلفات في شتى العلوم والمعارف كابن النفيس وابن سينا والرازي والخليل بن أحمد وغيرهم الكثير ممن سطروا أسمائهم بخطوط من ذهب وبرزوا من خلالها للعالم أجمع . فهذا هو التاريخ يعيد نفسه من جديد من خلال ما نراه من أبناء هذه الأمة العظيمة وهذا ما يجسده لنا الباحث السعودي الدكتور نايف بن محمد دحيان العصيمي أحد أبناء هذا الوطن حيث يعتبر أول باحث سعودي في العالم يقدم رسالة الدكتوراه في بحث لم يتطرق له أحد من قبل وهذا ما شدني وأذهلني كيف لهذه العقلية أن تفكر في بحث كهذا لم يفكر فيه علماء هذه الأمة من قبل وكان عنوان البحث ( مهارات الإدارة التربوية في سور القرآن المدنية ) آن لهذا الوطن أن يفخر بك يا دكتور نايف أنت وكل من جعل لنفسه السبق في تلك المجالات العظيمة ، فأنت أحد أبناءنا الذين نفخر بهم ونشير إليهم كنموذج يحتذى به لأجيالنا القادمة . وسوف أقدم لكم عرض مختصر عن هذا البحث من خلال تلك السطور المأخوذة منه: أول من بحث في هذا الموضوع في العالم الإسلامي هو الباحث السعودي الدكتور نايف بن محمد بن دحيان العصيمي ، في كتابه الإدارة التربوية في القرآن الكريم (دراسة تحليله لمهارات الإدارة التربوية في سور القرآن الكريم المدنية) رسالة دكتوراه. أول باحث في العالم الإسلامي : يعتبر العصيمي أول باحث لمهارات الإدارة التربوية من القرآن الكريم في العالم الإسلامي. تعريف الإدارة التربوية: (من كتاب : الإدارة التربوية في القرآن الكريم - للعصيمي) وهي مجموعة من العمليات والإجراءات والوسائل المصممة وفق تنظيم معين يدار بها نظام التعليم للاتجاه بالطاقات والإمكانات البشرية والمادية نحو أهداف موضوعة وتعمل على تحقيقها في إطار النظام التربوي الشامل وعلاقاته بالمجتمع . أما تعريف الإدارة التربوية كما عرفها العصيمي : هي طرق تحقيق الأهداف التربوية بكفاءة وفاعلية، عبر ممارسة الأنشطة الإدارية بشكل فعال لاستغلال إمكانات المؤسسات التربوية. تعريف المهارة بشكل عام : تعريف المهارة : هي القدرة على تحويل وترجمة المعرفة إلى نشاط وعمل ينتج عنه الانجاز المرتقب. ومن ثم تعريف المهارة الإدارية هي تلك القدرة على ترجمة المعرفة الإدارية إلى نشاط وسلوك إداري لانجاز العمل الإداري بشكل كفء وفعال". تعريف مهارات الإدارة التربوية: (من كتاب : الإدارة التربوية في القرآن الكريم - للعصيمي) وهي جمع مهارة والمهارة في اللغة : كما في لسان العرب : ((الماهر ،السابح ،ويقال : مهرت بهذا الأمر أمهر به مهارة أي صرت به حاذقاً )) .قال الباحث العصيمي قلت:أي إحكام الشيء وإجادته والحذق فيه في الحديث الصحيح قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَة ، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري الماهر الحاذق وقال : والمراد به هنا جودة التلاوة مع حسن الحفظ أ.ه ، قال العصيمي : قلت فالقراءة وحدها لا تسمى مهارة وإنما دخل عليها شيء إضافي وهو الإجادة في التلاوة وحسن الحفظ وإتقانه، فأصبحت مهارة التلاوة. وسيأتي الكلام عن ذلك بشيء من التفصيل في الفصل الثاني المبحث الثاني عند الحديث عن المهارات الإدارية. وتعريف المهارات الإدارية في الاصطلاح : الدقة والسهولة في إجراء عمل من الأعمال بإتقان وفق ضوابط معينة . وقيل هي ما يصدر عن الفرد من سلوك لفظي أو مهاري وهذا الأداء عادةً يكون على مستوى معين يظهر منه القدرة أو عدم القدرة على أداء عمل معين . ويرتضي بعض التربويين أن تكون المهارة جزء من مكونات القدرة ، وأن القدرة استعداد عام يندرج تحتها عدد من المهارات ، فالقدرة القرائية مثلا تشتمل على صحة القراءة ومهارة طلاقة القراءة ومهارة استنتاج الأفكار ونحو ذلك . لماذا المهارات الإدارة التربوية من القرآن الكريم : كما هو معلوم تعتبر مهارات الإدارة التربوية المعمول بها في المؤسسات التربوية المعاصرة في العصر الحديث مأخوذة من العالم الغربي وعددها تقريبا يزيد على إحدى وثلاثين مهارة فقط !! تعتبر مهارات الإدارة التربوية هي الآلة التي يستخدمها المدير التربوي لقيادة المؤسسة التربوية . هناك عدة أسباب أشار لها العصيمي جعلها الأسباب الرئيسية لوضع مهارات إدارية تربوية من القرآن الكريم وهذه الأسباب هي : أولا: نقص المكتبة الإسلامية من الكتابات والأبحاث حول هذا الموضوع " الإدارة التربوية في القرآن الكريم". رغم أهميته في إنشاء علم إدارة تربوية إسلامي منشأه القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. ثانيا: افتقار الأقسام التعليمية في الجامعات والكليات التي تعني بالإدارة التربوية و أغلب الدورات التدريبية التي تعقدها وزارة التربية والتعليم في بلادنا-بواسطة مراكز التدريب التربوي- إلى الإستشهادات فيما يتعلق بمهارات الإدارة التربوية المؤصلة من القرآن الكريم وأدلته المستفيضة وكذا مقررات البرامج التدريبية المتمثلة في دورات مدراء المدارس ودورات الإشراف التربوي وكذا دورات الإرشاد التربوي التي تنظمها الوزارة وتنعقد في الجامعات وكليات المعلمين، إلا ما ندر وقد كانت تراودني كباحث عند البحث لموضوع الرسالة لنيل درجة الدكتوراه أمنية أقدم خدمة ملموسة يستفاد منها في مجال العمل التربوي وذلك ما كان له بالغ الأثر في ميلاد هذه الفكرة وتحقيق هذه الأمنية حيث رغبت أن أجمع بين تخصصي في البكالوريوس الجامعي حيث كان في القرآن وعلومه والاستفادة من ذلك وبين ما يفيد في مجال العمل الحالي في الإدارة المدرسية فوقع الاختيار على موضوع الرسالة على أن يكون استخلاص واستنباط أو استشفاف ما يمكن أن يخدم الإدارة التربوية على وجه العموم وإفادة الحقائب التدريبية والبرامج على وجه الخصوص من القرآن الكريم وقد ساعدني إلمامي بحكم تخصصي الجامعي والدراية والطلب عند أهل العلم والتأصيل على التمكن من تحليله ومعايشته إداريا و بشكل أعمق، فالله الحمد وحده والمنة. انتهى كلام الباحث . ضمير مستتر : لو قدم هذا البحث في الدول المتقدمة لاحتفت بهذا المؤلف ولأدخل من أكبر أبواب الدولة لاعتباره أول باحث في العالم ، ولكن وللأسف الشديد أننا في معقل من معاقل العلم والمعرفة ولكن كما قلنا في المقال السابق ( لا حياة لمن تنادي ) ولو كان من أصحاب اللهو والغناء لتكالب الناس عليه لتقديم العروض المغرية ليتم تبنيه فنياً . أكتفي بهذا القدر والسلام ختام صلاح القرني