أكدت قيادات ميدانية في البوكمال أن كل الكتائب المحلية في المدينة اتحدت ضد مقاتلي "داعش"، الذين فاجأوا المدينة أمس فجراً بدخولها من اتجاهين. وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة وضارية وقعت في المدينة منذ ساعات الصباح إلى ما بعد منتصف يوم أمس، قتل خلالها العشرات من المقاتلين من الطرفين بينهم "نادر" شقيق صدام الجمل أحد القياديين في داعش بعد انشقاقه عن هيئة الأركان العام الماضي، وكانت الحصيلة الأكبر من القتلى من صفوف "داعش" فيما خرج بقية المقاتلين خارج المدينة متخذين صحراء المدينة سبيلاً لهم. وأوضحت المصادر أن هجوم "داعش" على البوكمال كان متوقعاً، إلا أنه رغم ذلك كان مباغتاً وسريعاً، إذ استيقظت المدينة على وجود المئات من المقاتلين من الخارج، إضافة إلى بعض الخلايا النائمة التابعة لداعش، وبثوا الرعب في المدينة عبر الإعدامات الميدانية والعنف المفرط – وهي استراتيجيتهم في القتل - كما يقول المصدر. وأضاف، على الفور توحدت كل الكتائب المقاتلة في البوكمال وريفها مع جبهة النصرة، مدعومة بمسلحي العشائر وشنوا هجمات مكثفة على مسلحي داعش في قلب المدينة التي تحولت إلى ساحة دماء من الطرفين، وأجبروهم على الفرار وإحكام السيطرة على المدينة. وتأتي هذه المعركة، على خلفية القتال بين داعش وجبهة النصرة في منطقة البصيرة التي تبعد (90 كم) عن البوكمال، إذ نشبت معركة قبل أسبوعين بين الطرفين خسرت فيها الجبهة 15 من مقاتليها وانتهت بسيطرة الدولة وانسحاب النصرة، وبقيت حالة التأهب من الطرفين لمعركة محتملة، والتي كانت نهايتها في البوكمال. وبعد معركة البوكمال، توقع مقاتلون تشكيل جبهة مشتركة من جبهة النصرة والحر والعشائر لمواصلة تطهير دير الزور وريفها من تنظيم "داعش"، إلا أن هذا الأمر مرتبط حتى الآن بالدعم العسكري، لتكون "داعش" خسرت آخر موطئ قدم لها في البوكمال.