أكد ناشطون سوريون الأنباء التي تحدثت عن اقتحام قوات النظام قلعة الحصن بريف حمص الغربي، وأضافوا أن قوات الأسد قصفت البلدة بالطيران وراجمات الصواريخ والدبابات بشكل عنيف قبل اقتحامها، مضيفين أن هناك المئات من النازحين مازالوا عالقين على النهر "قرب وادي خالد"، حيث تم استهدافهم بأعيرة نارية من قبل قوات النظام، ما أدى لسقوط عشرات الجرحى. يُذكر أنه كان هناك اتفاق بوقف إطلاق النار من أجل تأمين خروج المدنيين إلى لبنان، ويهدف النظام من اقتحامه للبلدة إلى السيطرة على الريف الغربي بشكل كامل والذي يعتبر أهم طرق الإمداد التي يستخدمها النظام. وفي سياق متصل أكد مصدران طبيان لبنانيان أن 41 مصاباً من مقاتلي المعارضة السورية عبروا نهراً إلى لبنان، اليوم الخميس، بعدما نصب الجيش السوري كميناً لهم أثناء محاولتهم الفرار من منطقة محاصرة. ويأتي الكمين في إطار حملة للجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه لتأمين بلدات وقرى على طول الحدود اللبنانية، فضلاً عن طريق سريع من العاصمة دمشق إلى الساحل معرض لهجمات مقاتلي المعارضة. وقال المصدران إن المقاتلين كانوا يفرّون من منطقة الحصن بمحافظة حمص التي حاصرها الجيش السوري. وقال التلفزيون السوري إن الجيش قتل 11 مقاتلاً كانوا يحاولون الهرب من الحصن. وأضاف المصدران أن 41 مصاباً من مقاتلي المعارضة السورية نقلوا إلى مستشفى في شمال لبنان. وأكد المصدران وهما موظف في مستشفى ومسعف، طلبا عدم نشر اسميهما، أن ثمانية مقاتلين آخرين وصلوا متوفين أو وافتهم المنية نتيجة لإصابتهم بعد أن تمكنوا من الفرار من سوريا إلى منطقة وادي خالد في شمال لبنان. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، وهي وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، إن قذائف الجيش السوري سقطت على قرى في وادي خالد بينما كان المقاتلون يفرون. وأدت حملة الجيش السوري إلى تدهور الأمن والاستقرار في لبنان، وزيادة التوترات الطائفية مع تدفق آلاف اللاجئين على البلاد. واستخدمت جماعات المعارضة السورية البلدات الحدودية اللبنانية لالتقاط الأنفاس، وإعادة تنظيم صفوف قواتها، لكنها تتعرض لهجمات طائرات الهليكوبتر السورية وهجمات صاروخية. وكانت جماعة حزب الله اللبنانية قد أرسلت مقاتلين إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بينما نفذ مسلحو المعارضة السورية وحلفاؤهم اللبنانيون من السنة تفجيرات في مناطق شيعية وأطلقوا صواريخ على بلدات شيعية. وتقع الحصن على سفح قلعة الحصن الصليبية التي لحقت بها أضرار بالفعل في الحرب والمدرجة على قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافية (اليونسكو) لمواقع التراث العالمي. وتعرضت القلعة للقصف العام الماضي عندما اختبأ مقاتلو المعارضة خلف جدرانها الحجرية السميكة التي شيدت لصد المعارك قبل مئات السنين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة مراقبة مناهضة للأسد مقرّها بريطانيا، إن نازحين مدنيين قتلوا أيضاً، اليوم الخميس، بينما كانوا يحاولون الفرار من الحصن لكنه لم يحدد عدد القتلى. وقتل ما يربو على 140 ألف شخص في الصراع السوري الذي يأخذ بعداً طائفياً على نحو متزايد.