قال وزير الخارجية وليد المعلم يوم الثلاثاء إن "العلاقات السورية السعودية لم تتوقف ولا تمر عبر طرف ثالث" لافتا إلى أن "الاتصالات بين البلدين تحمل أشكالا مختلفة". وبين المعلم أن "الاتصالات السورية السعودية التي جرت الأسبوع الماضي تطرق إلى الأوضاع الإقليمية والتحضير للمرحلة القادمة وليس فقط الموضوع اللبناني"، مجددا أن "سورية لا تتدخل بتشكيل الحكومة اللبنانية باعتباره شأن لبناني يقرره الحوار اللبناني". وكان الرئيس بشار الأسد بحث مع مبعوث الملك السعودي عبد العزيز بن عبد الله الأسبوع الماضي الأوضاع العربية وخاصة التطورات على الساحة اللبنانية، في وقت تشير فيه تقارير إعلامية إلى عقد قمة سورية سعودية لبنانية مع منتصف الشهر الجاري في دمشق. وأوضح المعلم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني فرانك شتانماير، أن "ما يهم سورية من الحكومة اللبنانية القادمة أن تكون حكومة شراكة ووفاق وطني بين الأطراف اللبنانية بحيث تؤدي إلى استقرار لبنان، وأن يكون لدى هذه الحكومة رؤية شاملة لطبيعة العلاقات المستقبلية بين سورية ولبنان آخذين بعين الاعتبار العلاقات التاريخية بين البلدين". يشار إلى أن لبنان يقف أمام استحقاق تشكيل الحكومة المكلف برئاستها النائب سعد الحريري أحد أقطاب تحالف 14 آذار والذي شهدت علاقاته مع سورية في المرحلة الماضية توترات عدة. وردا على ما قاله الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أمس الاثنين بشأن الجولان وعلاقة سورية بإيران وحزب الله، قال المعلم "نعم نريد أن نحصل على الجولان على طبق من ذهب لأنها أرضنا واستعادة الحق شيء طبيعي وعدم استعادة الحق هو الشيء الذي يرفضه المجتمع الدولي". وأضاف "أما عن العلاقة مع حزب الله أو إيران فهذا من ضمن الشروط المسبقة ومن يريد أن يعرف ماذا سيجري بعد إعادة الجولان عليه أن يأتي إلى طاولة المفاوضات". وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قال خلال لقائه وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن إسرائيل تدعو سورية لبدء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة أو وسطاء، مضيفا أن إسرائيل لن تقدم الجولان إلى سورية على طبق من فضة في حال ظلت سورية محتفظة بعلاقاتها مع إيران وحزب الله اللبناني. وعن موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما من عملية السلام، قال المعلم "نحن نعتبر موقف أوباما موقف ايجابي ونعتبر أن الفرصة متاحة لتحقيق سلام شامل ولكن نرى أن إسرائيل هي من يستهلك الزمن في هذه المنطقة وخاصة بالنسبة لي كمفاوض لمدة 17 عاماً". وأضاف "بالنسبة للمفاوضات المباشرة نعتقد أن استئناف المفاوضات غير المباشرة عبر تركيا هي الطريق الأسلم لمفاوضات مباشرة تؤدي إلى نتيجة ولكن نريد أن نتأكد من وجود قرار سياسي إسرائيلي لتحقيق السلام". يشار إلى أن سورية علقت مفاوضات السلام غير المباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة, كما أجملت عدة شروط لاستئنافها منها إعلان إسرائيل استعدادها الانسحاب إلى خط الرابع من حزيران. من جانبه، قال شتانماير، رد على سؤال إن كان حمل رسالة من تل أبيب إلى دمشق، "فيما يتعلق برسالتي الشخصية التي قبلت أن انقلها هي أننا في لحظة الانطلاق الجديد الذي يفتح مجالات جديدة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ولكن لا ينبغي أن لا نتوقع بأن الزمن المتوفر لذلك غير محدود". وتابع "علينا أن نستغل الفرص المتوافرة بتنظيم المحادثات والعمليات الضرورية ولا بد من استغلال الفرص خلال هذه السنة، وإلا يمكن أن تغلق النافذة من جديد". وأوضح شتانماير أنه "أثناء المباحثات مع الأسد تحدثنا عن الظروف والشروط لتحقيق السلام والانطباعات التي تتشكل في إسرائيل"، مشيرا إلى أن "هناك مصالح واضحة جدا للطرفين، هناك مصلحة الأمن وهناك مصلحة استعادة الأراضي ونحن نعتبر أنه لابد من دفع هذه العملية إلى الإمام". وكان الأسد قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس الشهر الماضي إن إحلال السلام في المنطقة يتطلب شريكاً إسرائيلياً ملتزماً بالتوصل إلى اتفاق، لكنه أكد أن "هذا الشريك غير موجود". وأشار شتانماير إلى أن "هناك أمل جديد خصوصا بعد قدوم الرئيس الأمريكي الجديد الذي كان منذ اليوم الأول يركز نشاطه على إعادة تحريك عملية السلام". وقال "هناك إشارات صغيرة بأن هناك استعداد للتقدم على هذا الصعيد وفي إطار ذلك هناك تحسن في العلاقات بين لبنان وسورية وبداية محادثات بين سورية والولايات المتحدة وكذلك المشاركة السورية في مبادرة السلام العربية". ورأى شتانماير "أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب المساهمة والمشاركة من كافة اللاعبين هنا وهذا هو مضمون المبادرة الأمريكية التي لا تشمل فقط المباحثات بين إسرائيل وفلسطين". يشار إلى أن الوزير الألماني التقى الرئيس الأسد في وقت سابق من يوم الثلاثاء فور وصوله إلى دمشق ضمن زيارته إلى دمشق والتي تستغرق يوما واحدا، حيث تأتي هذه الزيارة ضمن جولته في الشرق الأوسط، والتي تشمل إسرائيل وسورية ولبنان.