أجاز الفقيه السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان للنساء السفر وحدهن، بدون محرم، سواء في المسافات القصيرة أو البعيدة، "إذا كن آمنات على أنفسهن وأعراضهن". وشرح العبيكان خلفية فتواه في بحث فقهي أخرجه عن "سفر المرأة من دون محرم"، استعرض فيه الأحاديث النبوية المتعلقة، إلى جانب آراء داعمي رأيه، والمختلفين معه. وخلص إلى اعتبار أنه "لا يجوز للمرأة أن تسافر إلا مع محرم، إلا إذا أمنت على نفسها، مثل أن تسافر في طائرة، وهناك من يستقبلها". وأبلغ العبيكان أنه أعد هذا البحث، ونشره على موقعه الالكتروني، لكثرة تردد التساؤلات حول الموضوع، ليخلص إلى جواز سفر المرأة وحدها، "إذا أمنت على نفسها". وحول ما إذا كانت الوسيلة المأمونة هي فقط الطائرة، ردّ الفقيه بأنه إنما ضرب المثل بها، وإلا فإن "علّة تحريم سفر المرأة من غير محرم، هي الخوف على المرأة من الاعتداء على شرفها، خصوصاً في السفر قديماً بوسائله التي يحصل فيها الخوف (...) أما الوسائل الحديثة مثل الطائرة فالمدة في الغالب يسيرة، ولا يستطيع أحد الاعتداء على المرأة لوجود الطاقم والناس حولها، وأما التحرش بالكلام ونحوه، فهو يحصل في السوق وعبر الهاتف وفي كل مكان، وليس هذا هو المقصود، فإن علّة التحريم فيها تكون منتفية". وفي البحث، وبعد ذكر أقوال الفقهاء القدماء والمعاصرين في المسألة، مثل ابن حجر والنووي وابن جبرين، انتهى العبيكان إلى ترجيح أن ما ذهب إليه من "جواز سفر المرأة بلا محرم إذا أمنت على نفسها، به يمكن الجمع بين الأحاديث التي فيها النهي عن سفر المرأة من دون محرم، وبين حديث عدي بن حاتم، بأن تحمل تلك الأحاديث على حالة عدم الأمن، ويحمل حديث عدي على حالة الأمن (...) وبهذا تجتمع الأدلة وينتفي التعارض وتتحقق المصالح وتدرأ المفاسد ويحصل التيسير على الأمة الذي حثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم".