تتدفق أموال المستثمرين على الإعلام الإلكتروني مع الطفرة التي يشهدها هذا القطاع في مختلف أنحاء العالم، فيما يقول الخبراء والعاملون في هذا القطاع إن الإعلانات تحولت من الإعلام التقليدي الى الإعلام الرقمي وأصبح الكثير من المواقع الالكترونية أكثر اجتذاباً للمعلنين من الصحف الورقية. ومن المنتظر أن يشهد الفضاء الالكتروني مولوداً جديداً عملاقاً هو نتاج استثمار مشترك بين عدد من كبار رجال الأعمال في العالم بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير والمليادرير الأميركي نيكولا بيرغيرين، وهو الموقع الذي يمثل واحداً من الإشارات على الطفرة التي يشهدها هذا القطاع حالياً، حيث تم الاتفاق على اطلاق الموقع الجديد خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أقيم في دافوس مؤخراً. والمولود الجديد المنتظر أن يشهده العالم الالكتروني هو موقع الكتروني اخباري يحمل اسم "وورلد بوست" وسوف تتولى ادارته التحريرية أريانا هافينغتون رئيسة تحرير موقع "هافينغتون بوست" العالمي الشهير والذي يحقق أرباحاً تصل الى 125 مليون دولار شهرياً. وقال الملياردير بيرغيرين "ان (وورلد بوست) لن يكون للنخبة بقدر ما يفتح صفحاته لأصوات مهمة لكنها غير معروفة خصوصاً الشباب في أماكن غير واضحة من العالم، هكذا كان علينا أن نبدأ في مكان ما". ويأتي الانتعاش في الاستثمار بالاعلام الرقمي متزامناً مع متاعب كبيرة وخسائر متراكمة تسجلها الصحافة الورقية في مختلف أنحاء العالم، حيث اضطر العديد من المجلات والصحف العالمية الى التخلي عن نسخها الورقية والتحول الى صحف إلكترونية فقط، فيما تواجه العديد من الصحف العربية المتاعب ذاتها والمصير ذاته. وتعاني كافة الصحف المطبوعة في الأردن - على سبيل المثال - من أزمات مالية خانقة، حيث اضطرت جريدة "العرب اليوم" للتوقف عن الصدور عدة شهور العام الماضي بسبب أزمتها المالية، بينما تكافح صحيفتا "الرأي" و"الدستور" من أجل البقاء على قيد الحياة، فيما احتجبت "الرأي" العام الماضي عن الصدور ليوم واحد في أول غياب لها عن قرائها منذ عام 1971. وقال المدير التنفيذي لموقع "طبي دوت كوم" عامر زريقات ل"العربية نت" إن الاعلانات أصبحت تتجه في السنوات الأخيرة الى الاعلام الرقمي بدلاً من التقليدي، وهو ما غير من شكل الاستثمارات الاعلامية، ودفع رؤوس الأموال الى التحول للاعلام الالكتروني بدلاً من التقليدي. ويقول زريقات إن "نسبة انتشار الانترنت في المنطقة العربية تضاعفت 5 مرات خلال السنوات العشرة الماضية، فضلاً عن أن انتشار الهواتف الذكية مثل أيضاً تحولاً كبيراً في مجال الاعلام الرقمي والاستثمارات في هذا المجال". ويشير الى أن المنطقة العربية تضم اليوم أكثر من 100 مليون مستخدم للانترنت، لكن لا يوجد فيها مثل هذا الرقم من قراء الصحف اليومية على سبيل المثال، مضيفاً الى أن "أغلب الدراسات أيضاً تشير الى أن جيل الشباب أصبح يستقي معظم معلوماته من وسائل التواصل الاجتماعي". ويرى زريقات أن الاستثمارات في الاعلام الرقمي ستشهد طفرة أكبر خلال السنوات المقبلة، خاصة في منطقتنا العربية، مشيراً الى أن "أحدث الاحصاءات تقول إن الانترنت يحصل على 1% فقط من الاعلانات في منطقتنا، بينما يصل الى 22% من السكان، وهو ما يعني أنه لا يزال قادراً على تحقيق الكثير من القفزات والأرباح خلال السنوات المقبلة". ويوضح أن موقع "طبي" الذي يديره يتلقى أكثر من 200 سؤال يومياً حول موضوعات طبية مختلفة، وهو ما يدلل على حجم الاقبال على الاعلام الالكتروني من قبل المستخدمين. يشار الى أن الاعلام الالكتروني يشهد اقبالاً متزايداً من قبل المستخدمين والمعلنين على حد سواء، فيما تسجل شركات مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"جوجل" نمواً كبيراً في أرباحها بسبب الارتفاع المستمر في الاقبال على إعلاناتها.