استغرب الطيار السعودي عبدالله الزهراني، الذي اختير مؤخراً للمشاركة في أول رحلة بشرية لكوكب المريخ، فتوى فضيلة الشيخ علي الحكمي عضو هيئة كبار العلماء، بعدم جواز المشاركة في الرحلة المقررة في عام 2023. وقال الكابتن الزهراني . بأنه صُدم من هذا الحكم القاطع بشأن الرحلة التي تهدف في المقام الأول لتحصيل العلم، "الذي يمثل زادا لتقدم الأمم". وكان فضيلة الشيخ علي الحكمي قد اعتبر الرحلة التي تقدم لها نحو 1000 راغب في المشاركة، إلقاء بالنفس إلي التهلكة، خاصة و أنه لم يتم تجربة السفر إلى المريخ على حيوانات تجارب، كما يحدث عادة . لكن الطيار الزهراني ( 37 عاماً ) رد على ذلك قائلاً :"ألم يكن الأولى به أن يطلع على حقائق الأمر، ليحيط بالفائدة التي سيكون عليها العلم في حال تنفيذ هذه الرحلة"، مضيفاً:"المؤسف أننا تخلفنا كثيراً في التقدم العلمي والعملي والسبب في ذلك هو اطلاق الفتاوى الشرعية على الأمور العلمية التي لم تكن موجودة سابقاً والتي تخدم البشرية". ورأى الزهراني أن "أحد أسباب عزوف المسلمين عن التفكير في التقدم العلمي بسبب فتاوى يتم اطلاقها رداً على أسئلة يتم طرحها بطرق غير صحيحة وغير مكتملة الجوانب والمعطيات". واستطرد قائلاً :"قد يكون من أكبر الأخطاء التي تقع لدينا هو استقبال الأسئلة المتعلقة بالمسائل العلمية من أياً كان، صحفي أو مجرد سائل قد يصيغ السؤال للمفتي بأسلوبه الذي يفتقد للمعلومات الصحيحة ويهدف فقط للإثارة و السبق الصحفي" . ورأى الزهراني أن الرحلة إلى المريخ ستخوض في غمار الكون وتفتح للبشرية آفاقاً كثيرة، وقبل هذا كله، ستثبت للعالم كله قدرة الله تعالى"، و قال :"الرحلة إلى المريخ، فيها إثبات لحقائق علمية موجودة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة مثلها مثل الرحلة إلى القمر حين كان مجهولاً للبشر". و فيما يتعلق بقول فضيلة الشيخ الحكمي بأن الرحلة فيها تهلكة، قال الزهراني :"حين نؤمن بقدر الله وقضاءه فإننا نعلم تماماً أن الإنسان لن يحصل له إلا ما كتبه الله أينما ذهب وأينما كان"، مضيفاً :"كيف ننسى هذا اليقين و نرفض رحلة هدفها الوصول إلى ما لم يصل إليه العقل البشري بعد". كيف ننكر ونحرم طلب العلم، ألم يقل الله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، ألم يقل الله سبحانه وتعالى {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ}، ألم يقل تعالى {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}، ألم يقل تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ..}، {أَفَلَا يَتَفَكَّرُونَ ..}" . و تابع الزهراني قائلاً :"حتى وإن كانت رحلة المريخ محفوفة بالمخاطر، لا يجب علينا تغليب ظن الهلاك مع العلم بأننا أخذنا تدابير الحيطة والحذر والتوكل على الله (اعقلها وتوكل)، وذلك بكل ما نملكه من علم، وحيث أنه لا يمكن تطبيق تجربة السفر إلى المريخ على الحيوانات لحاجة المسافر هناك إلى اتخاذ قرارات مختلفة تتمثل في العناية بنفسه واحتساب كثيراً من المعطيات وتوفير الأكل والشرب والهواء وكذلك تنظيم الوقت وعمل المستعمره اللازمة للحياة، وهو مالا يستطيع الحيوان عمله". وشدد الزهراني على أن "التضحية في سبيل العلم هي عبادة والتقدم في العلم عبادة والبحث عن حقائق موجودة في القرآن عبادة والدعوة إلى الله عبادة"، مضيفاً :"إنني مسلم موحد بالله اؤمن به وما أراه، وما وجدته في القرآن الكريم ما هو إلا حقائق علمية نستطيع التقدم فيها على الغرب والوصول إلى المقدمة". و تساءل: إلى متى ونحن نتخبط في عشوائية الأراء التي تجعل من المسلمين رعاعاً لا يتقدمون علمياً ولا ثقافياً ولا فكرياً ؟، بينما "الغرب يقرأون قرآننا الذي أنزله الله بلغتنا ويخترعون ويبتكرون، ونحن نهتم بحفظه فقط دون تدبره أو التفكر فيه بدليل أن كل اختراع أو اكتشاف يقوم به الغرب نجده نصياً وحرفياً مطابقاً لما هو في القرآن الكريم".