قال نشطاء من المعارضة إن القوات السورية والميليشيا الموالية للرئيس بشار الأسد قتلت ما لا يقل عن 85 شخصا عند اقتحامها ضاحية في غرب دمشق بعد خمسة أيام من القتال. ولم يرد على الفور تأكيد مستقل لرواية النشطاء بشأن ما وصفوه بالمجزرة التي وقعت في حي جديدة الفضل وكان من بين ضحاياها نساء وأطفال. وتحظر السلطات السورية على أغلب وسائل الاعلام المستقلة العمل في البلاد منذ بدء الانتفاضة قبل عامين. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء ان "وحدات من قواتنا المسلحة ألحقت خسائر كبيرة بالإرهابيين في بلدة جديدة الفضل ودمرت أسلحة وذخيرة وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفهم." وقال جمال الجولاني العضو بمجلس قيادة الثورة المعارض إن عدد القتلى قد يكون اكثر من 250 معظمهم قتل بالرصاص من مسافة قريبة لكن وجود دوريات الجيش جعل من الصعب توثيق جميع القتلى. ومضى يقول ان جديدة الفضل كانت قضية خاسرة عسكريا من اليوم الاول لان الجيش يحاصرها من جميع الاتجاهات. وأضاف انه لا يوجد تقريبا اي جرحى لانهم قتلوا جميعا في أمكانهم. وتابع أن عمليات القتل حدثت على مدى عدة ايام اثناء وبعد اقتحام القوات الموالية للأسد منطقة كان يوجد بها ما يصل إلى 270 من مقاتلي المعارضة. وتابع انه أحصى 98 جثة في الشوراع و86 شخصا قال انهم اعدموا دون محاكمة في عيادات مؤقتة حيث كانوا يرقدون جرحى. وتقع جديدة الفضل قرب قواعد على قمة تل لقوات النخبة الموالية للأسد ومعظم افرادها من الطائفة العلوية الشيعية التي تهيمن على البلاد منذ الستينات. والمنطقة جزء من بلدات سنية تحيط بالعاصمة كانت في طليعة الانتفاضة ضد الأسد. وقال الناشط أبو أحمد الرابع في حي جديدة عرطوز المجاور "وثقنا 85 حالة اعدام دون محاكمة من بينها 28 حالة قتل رميا بالرصاص في مستشفى مؤقت بعد ان دخلت قوات الأسد حي جديدة الفضل. ونخشى ان يكون عدد ضحايا المذبحة اكبر كثيرا." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مراقبة تابعة للمعارضة تعمل من لندن انه وثق اسماء 80 شخصا قتلوا في عملية الاقتحام منهم ثلاثة اطفال وست نساء و18 من مقاتلي المعارضة. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان انه يجب السماح للجنة الدولية للصليب الاحمر باجلاء المدنيين من المنطقة بعد ورود تقارير موثوق بها عن حدوث عمليات قتل وإعدام دون محاكمة داخل المنازل بالاضافة إلى العشرات من قضايا العنف الجنسي. وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لجنود في شاحنة صغيرة يجوبون البلدة وعدة جثث لقتلى وصفهم قائد عسكري بانهم "ارهابيون" امام بناية اصابها الدمار على ما يبدو بسبب نيران الاسلحة. وأظهرت لقطات مصورة التقطها ناشطون جثث ثلاثة شبان قتلوا على ما يبدو بأعيرة نارية إضافة الى جثث فيما وصف بانها عيادة مؤقتة اثنان منهم اصيبا في الوجه. وقال ناشطون إن المتاجر في جديدة الفضل تعرضت للنهب والحرق في نمط متكرر شوهد في بلدات واحياء اخرى اقتحمتها قوات الأسد. وتتهم قوات الأسد بارتكاب مجازر لمئات الاشخاص من السنة في المناطق التي اقتحمتها في محافظتي حماه وحمص وضواحي دمشق في حين تقول منظمات حقوقية دولية ان مقاتلي المعارضة ارتكبوا ايضا اعمال وحشية لكنها على نطاق اصغر.