كشف الشاب السعودي شاكر علي مؤسس موقع "سعوديون في أمريكا" عن فكرة تأسيسه الموقع الإلكتروني الأهم في خدمة المبتعثين من بلاده، عازيا إياها إلى حاجته إلى الشعور بالانتماء للوطن ومساعدة إخوانه المبتعثين. وعرّف علي عن نفسه بالإشارة إلى أنه شاب سعودي مجهول الأبوين، ولد وعاش وهو يعاني كابوس الانتماء الأسري، قائلا: "كنت أحتاج أن أشعر بأنني جزء من هذا الوطن الذي أعيش في أحضانه، لكن الخوف والقلق لا يغادراني، خصوصاً عند سماعي لسؤال ظل يلازمني كظلي (ولد مين أنت!)". وأضاف: "كانوا يرددون بأني بلا مستقبل وأني سأعيش وحيداً، فصممت أن أغير مستقبلي بتغيير صورتي النمطية لدى الآخرين، فبدأت من الصفر وكافحت حتى حصلت على شهادة البكالوريوس، ومع أزمة القبول الجامعي نذرت لربي بأن أساعد أي مبتعث لو وُفقت في الحصول على قبول جامعي، فأوفيت نذري بتأسيس (سعوديون في أمريكا)". وأثنى شاكر على إحدى سيدات المجتمع التي اعتنت به وأدخلته أرقى المدارس، وقال عنها "لولا هذه السيدة الرؤوم لطواني النسيان"، مشيرا إلى أنه في بداية غربته لم يستطع الحصول على قبول في جامعة، فانقطعت عنه البعثة فاتصل بهذه السيدة، وقائلا لها: "سأعود إلى السعودية، فقد قُطع راتبي"، إلا أنها ردت بحزم: "ليس لدي أبناء يعودون من أمريكا دون شهادة"، فأدرك أن خياره ألا ينسحب. ولفت إلى أنه عندما نال البكالوريوس من أمريكا كان قد حقق هدفاً شخصياً بأن أصبح جزءاً من هذا المجتمع، مؤملا بأن استكماله دراسته بمرحلة الماجستير ستشفع له بالزواج من أفضل النساء وبأن يجد وظيفة لائقة وأن تكون نظرة الآخرين تجاهه قد تغيرت، واعدا: "بإذن الله سأتخرج وأعود مرفوع الرأس إلى وطني وإلى مجتمعي الذي أهوى". وأضاف وفقاً لصحيفة "الحياة": "حياتي كلها أرقام، تقدمت لخطبة 25 فتاة، لكن الرفض كان مصيري، وهذا أحد أسباب بقائي في الولاياتالمتحدة نحو ثماني سنوات". وفيما يخص موقعه، لفت إلى أنه يفخر بأنه أوفى بالنذر وأسس موقعاً يقدم 30 خدمة لآلاف الطلاب المبتعثين، موضحاً أنه سخّر نفسه لخدمة إخوانه وأخواته من السعوديين، فأصبح يرد على اتصالاتهم وإيميلاتهم التي يصله منها المئات كل يوم.