قالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) يوم الجمعة إن سوريا حذرت من انها قد تضرب مقاتلي المعارضة المختبئين في لبنان اذا لم يتحرك الجيش اللبناني لان صبرها له حدود. وقالت سانا إن وزارة الخارجية السورية أبلغت نظيرتها اللبنانية في ساعة متأخرة الخميس ان "مجموعات ارهابية مسلحة قامت... وباعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية... في ريف تلكلخ" خلال الست والثلاثين ساعة الماضية. وأضافت الوزارة في برقيتها الدبلوماسية "أن سوريا تتوقع من الجانب اللبناني ألا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممرا لهم لأنهم يستهدفون أمن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية ويستغلون حسن العلاقات الاخوية بين البلدين." وقالت الوزارة إن "القوات العربية السورية المسلحة لاتزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري لكن ذلك لن يستمر الى ما لا نهاية." وذكرت الوكالة السورية ان القتال قرب الحدود أسفر عن خسائر بشرية كبيرة قبل ان يتقهقر المسلحون الى داخل لبنان. وحرص لبنان على ان ينأى بنفسه عن الحرب الاهلية الجارية في سوريا منذ عامين لكن مسؤولين لبنانيين يقولون ان بلادهم مهددة بالانزلاق الى الصراع الذي قالت الاممالمتحدة انه أسفر عن مقتل 70 الف سوري. وقال أنطونيو جوتيريس مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة إن الصراع الدائر في سوريا يهدد وجود لبنان. وقال للصحفيين في بيروت "يتعين على المجتمع الدولي ان يعترف بان الأزمة السورية تمثل خطرا على وجود لبنان ويجب عليه ان يظهر مساندة أقوى للبنان... مما يحدث حتى الآن." وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الخميس إن فرنسا وبريطانيا ستحثان حكومات دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على رفع الحظر المفروض على إمداد المعارضة السورية بالسلاح محذرا من ان فرنسا قد تفعل ذلك منفردة اذا لم يتوصل الاتحاد الي اتفاق. ويعتقد ان أكثر من مليون سوري لجأوا الى لبنان ويعيشون في دولة تعدادها اربعة ملايين نسمة وشهدت حربا أهلية استمرت من عام 1975 الى عام 1990 والتي زاد الصراع السوري فيها من التوتر الطائفي بين المسيحيين والمسلمين من الشيعة والسنة. وتصاعد التوتر بين الجماعات اللبنانية التي تؤيد المعارضة السورية وتلك التي تؤيد الرئيس السوري بشار الاسد وتحول بعضها احيانا الى اعمال عنف.