اختتم مجمع كليات السلام بجامعة طيبة حملة " أنا القدس" التي نظمتها وكالة شؤون الطلاب للخدمات التعليمية بمشاركة الندوة العالمية للشباب الإسلامي وجمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة ، واستمرت فعالياتها لمدة أسبوع . وتضمنت فعاليات الحملة محاضرة بعنوان "جولة داخل المسجد الأقصى المبارك .. ثلاثية الأبعاد" قدمها الأستاذ المساعد بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة الدكتور عبدالله معروف ومحاضرة بعنوان "القدس بين الماضي والحاضر" ألقاها أستاذ التاريخ الإسلامي الدكتور وليد قيسية تناول فيها بيت المقدس في عهد النبوة والخلافة الراشدة وعهد الأمويين والعباسيين، وبيت المقدس في مرحلة الحروب الصليبية وكذلك في العصر العثماني والحديث، كما اشتملت الفعاليات على معرض مصاحب أشتمل على العديد من أركان ثقافية وفنية حول القدس . من جانبه ذكر الدكتور عبدالله معروف الأستاذ المساعد بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة أن مبادرة طالبات جامعة طيبة بحملة " أنا القدس" تدل دلالةً واضحةً على وعيٍ كبيرٍ بارتباط مقدساتنا الإسلامية في كل مكان، وبقضايا أمتنا الملحة التي نعيشها في هذا العصر، وعلى رأسها قضية المسجد الأقصى المبارك, كما تكشف مدى اهتمام طالبات الجامعة بالتعرف على معجزة الإسراء والمعراج، مشيراً أن هذا الاهتمام ليس غريباً على جامعة طيبة وطلابها وطالباتها، فهم أبناء مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم, وأهل المسجد النبوي الشريف ثاني المساجد التي تشد إليها الرحال، ومن الطبيعي إذن أن يهتموا بالمسجد الأقصى المبارك، أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد بني على وجه الأرض، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال في الإسلام، خاصة بعد أن غيبت الأوضاع العصيبة التي يمر بها المسجد الأقصى المبارك اليوم صورتَه عن أذهان عدد لا بأس به من أبناء أمتنا، ولذلك كان لابد أن يتم إيقاظ هذه الصورة العزيزة على القلوب في أذهان أبناء وبنات أمتنا، وتذكيرهم بهذا المكان العزيز. وقال الدكتور معروف نحن في المدينة نمر بشكل شبه يومي بمسجد القبلتين الذي يذكرنا بحادثة جليلةٍ في تاريخنا وهي حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وكان من الجميل أن تحتضن المدينةالمنورة هذا المسجد الذي صلى فيه المسلمون صلاةً واحدةً إلى القبلتين معاً، فجمعوهما في مكانٍ واحدٍ وفي صلاةٍ واحدة، وكانت هذه الحادثة من الحوادث المميزة والسامية في تاريخنا ، كما أن المدينةالمنورة هي المكان الذي انطلق منه المسلمون لفتح الشام وفتح بيت المقدس في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه، وهي المكان الذي سار منه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفسه لفتح المسجد الأقصى المبارك، مضيفاً أنه من المفارقة أن نعلم أن عمر بن الخطاب أصر يوم فتح بيت المقدس على أن يكون بلال بن رباح رضي الله عنه أول من يؤذن في المسجد الأقصى المبارك، وذلك ليؤكد لنا عبر التاريخ مثالاً حياً على ارتباط المساجد الثلاثة ببعضها، فبلال رضي الله عنه هو أول من صدح بالأذان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أيضاً أول من نادى بالأذان في المسجد الحرام يوم فتح مكة، وبالتالي كان لابد أن يكون بلال أيضاً أول من يعلن الأذان في المسجد الأقصى المبارك، في تأكيد واضحٍ وصريح من عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ارتباط هذه المساجد الثلاثة برابطٍ ثابتٍ قويٍّ لا يتغير ولا يتبدل .