أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور يوسف جمعة سلامة أن دفاع المسلمين عن المسجد الأقصى ليس ناجما عن تعصب ديني وإنما لأن الحفريات الإسرائيلية في المسجد وما حوله مضى عليها 45 عاما، إضافة إلى أصناف المضايقات التي يتعرض لها الفلسطينيون بهدف طردهم من القدس. وقال في حوار ل«عكاظ» إن اليهود يريدون إحداث تغيير ديمغرافي في القدس بحيث تكون الغالبية العظمى للسكان من اليهود. بالإضافة إلى فرض الضرائب الباهظة على التجار وإنشاء جدار الفصل العنصري لفصل المدينة المقدسة عن محيطها العربي والإسلامي، مؤكدا أن هذه المخططات لن تنجح لأن الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة في المدينة المقدسة متمسكون بعقيدتهم ومدافعون عنها ومن ورائهم أمة إسلامية وعربية نعتز وفتخر بها وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي وقفت مع القضية الفلسطينية مواقف مشرفة منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) ومرورا بأبنائه البررة الذين وقفوا مع الفلسطينيين على مر التاريخ وفي كل المواقف، فإلى التفاصيل: • كيف ترون مصير القضية الفلسطينية في ظل ما نسمعه بين فينة وأخرى من مؤامرات ضد المسجد الأقصى المبارك ؟ • المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم (صلى الله عليه وسلم) وقد جعله الله تبارك وتعالى توأما لشقيقه المسجد الحرام في مكةالمكرمة حيث يقول تعالى في محكم تنزيله: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير). فالمسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين وقد ولى النبي (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام (عليهم رضوان الله) وجوههم شطره لفترة 16 أو 17 عاما وهو ثاني المسجدين كما قال (عليه الصلاة والسلام) حيث بني بعده بأربعين عاما، كما أنه ثالث الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة، كما جاء في الحديث الصحيح (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى). عقيدة الأمة • إذا هو ارتباط دائم وليس مؤقت كما يشيع الأعداء؟ • المسجد الأقصى يمثل جزءا من عقيدة الأمة لأن حادثة الإسراء من المعجزات وهي جزء من العقيدة الإسلامية، فارتباط المسلمين من طنجة إلى جاكرتا بالقدس والأقصى وفلسطين هو ارتباط عقدي دائم وليس ارتباطا عاطفيا مؤقتا أو انفعاليا مؤقتا. المسجد الأقصى هو الذي أضفى القدسية على المدينة المقدسة، كما شهد أكبر قمة عرفها التاريخ عندما أم محمد (صلى الله عليه وسلم) إخوانه الأنبياء والمرسلين في ليلة الإسراء والمعراج. وتسلم منهم الراية (عليهم الصلاة والسلام) لتحملها أمته من بعده إلى يوم القيامة. هذا المسجد المبارك يتعرض في هذه الأيام منذ أن وقعت هذه المدينة المقدسة في يد الاحتلال عام 67 أي قبل 45 عاما إلى العديد من المؤامرات، فمن مصادرة مفتاح باب المغاربة مع العلم أن جميع الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى تتم من هذا الباب لأنه يخضع للسيطرة الإسرائيلية منذ الاحتلال البغيض في ذلك العام. بعد ذلك قاموا بهدم حي المغاربة الملاصق للأقصى ليزيلوا أي أثر للأمة في هذا المكان الذي هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين. ثم كان الحريق المشؤوم في 21 أغسطس 1969 الذي أتى على منبر البطل صلاح الدين وأصبح أثرا بعد عين ليزيدوا الأمل في قلوب أبناء الأمة بأنه ما بعد الضيق إلا الفرج وما بعد العسر إلا اليسر. موجة الاعتداءات • ما الذي يتعرض له المسجد الأقصى بالتحديد؟ • يتعرض المسجد هذه الأيام إلى موجة أخرى من الاعتداءات هي استمرار للاعتداءات السابقة تمثلت في الحفريات التي زلزلت أركانه وقوضت بنيانه، إضافة إلى منع المسلمين من المقدسيين والفلسطينيين من الوصول إليه وفرض سن معينة لذلك، إضافة إلى تشييد أكثر من 60 كنيسة تحت الأقصى وبجواره ومن أشدها كنيس الخراب كي يضاهوا هذا البناء العظيم للأقصى وقبة الصخرة المشرفة. هم يخططون لهدم الأقصى كما يوجد في عقيدتهم التلمودية الباطلة كي يشيدوا ما يسمى هيكلهم المزعوم (لا سمح الله). لذلك فإن كل المخططات التي تجري اليوم تهدف لتحقيق ذلك المخطط المشؤوم، إما تقسيم مكاني بحيث يأخذ المسلمون الأقصى وهم يأخذون ما تحته، وهذا باطل لأن الأقصى وقف إسلامي وما تحته وقف أيضا. أو تقسيم زماني بحيث يسيطر المسلمون على المسجد فترة ويسيطرون هم فترة، وهذا أيضا باطل لأن المسجد الأقصى المبارك بمساحته المعروفة التي تبلغ 144 ألف متر مربع هي وقف إسلامي لا يجوز لأحد مشاركتهم فيه. تهمة التعصب • يقول أعداء الأمة إن المسلمين متعصبون ويدافعون عن فلسطين لهذا الغرض كيف ترد ؟ • عندما نقول ذلك لا نتعصب لأننا مسلمون إنما لأن الحفريات الإسرائيلية في الأقصى وما حوله مضى عليها 45 عاما ومع ذلك لم يحصلوا على أي شيء ولن يحصلوا على أي شيء لأن الذي قرر ملكية هذه البقعة للمسلمين هو الله تبارك وتعالى وهذا القرار لن يلغيه أي قرار يصدر من هنا وهناك. كما تتعرض المدينة المقدسة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وبسكانها وأحيائها إلى مخططات مماثلة تتمثل في مصادرة هويات المقدسيين وفرض الضرائب الباهظة عليهم حتى يغادروا بيوتهم ويقوموا هم بهدمها لاحقا، وكل ذلك من أجل أن يحدثوا تغييرا ديمغرافيا فيها بحيث تكون الغالبية العظمى للسكان من اليهود. بالإضافة إلى فرض الضرائب الباهظة على التجار وإنشاء جدار الفصل العنصري لفصل المدينة المقدسة عن محيطها العربي والإسلامي. لكن إن شاء الله كل هذه المخططات لن تنجح لأن الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة في المدينة المقدسة متمسكون بعقيدتهم ومدافعون عنها ومن ورائهم أمة إسلامية وعربية نعتز ونفتخر بها وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي وقفت مع القضية الفلسطينية مواقف مشرفة منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) ومرورا بأبنائه البررة الذين وقفوا مع الفلسطينيين على مر التاريخ وفي كل المواقف.