عاد جثمان الفتاة التي تعرضت لاغتصاب جماعي بالهند إلى نيودلهي يوم الأحد وأحرق في مراسم خاصة بعد أن أثار الاعتداء عليها احتجاجات وجدلا نادرا على مستوى الهند بشأن العنف ضد النساء في البلاد. ووقعت مصادمات في وسط نيودلهي بين الشرطة ومتظاهرين يقولون إن الحكومة لم تبذل جهدا يذكر لحماية النساء. غير أن الاحتجاج الذي شارك فيه ألفا شخص كان مقتصرا على منطقة واحدة على عكس الأسبوع الماضي الذي اندلعت فيه احتجاجات في أنحاء مختلفة بالعاصمة. وأقامت شرطة مكافحة الشغب متاريس على طول الشوارع المؤدية إلى نصب بوابة الهند التذكاري بؤرة المظاهرات فيما قام محتجون يتجمعون في موقع جانتار مانتار الأثري الذي يرجع تاريخه لقرون مضت برفع لافتات تقول "نريد العدالة" و"الإعدام". ويقول نشطاء إن معظم الجرائم الجنسية في الهند لا يتم الإبلاغ عنها وإن الكثير من الجناة يفلتون من العقاب فضلا عن بطء الإجراءات القضائية مشيرين إلى أن الحكومات المتعاقبة لم تبذل جهودا تذكر لضمان سلامة النساء. وكانت طالبة الطب (23 عاما) التي لم يتم الكشف عن اسمها قد توفيت يوم السبت متأثرة بجروحها مما دفع الحكومة التي سعت جاهدة لمواجهة موجة غضب شعبي إلى التعهد باتخاذ إجراءات. وكانت الفتاة قد عانت من إصابات في المخ وجروح داخلية كبيرة جراء الاعتداء الذي وقع عليها في 16 ديسمبر كانون الأول ولفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى بسنغافورة نقلت إليه للعلاج. وتقول تقارير إعلامية إن الفتاة وصديقا لها كانا عائدين من السينما إلى المنزل عندما قام ستة رجال في حافلة بضربهما بقضبان حديدية وتناوبوا اغتصاب الفتاة. ونجا الصديق من الموت. وتعاني نيودلهي من أكبر عدد من الجرائم الجنسية بين مدن الهند الكبرى حيث يتم الإبلاغ عن جريمة اغتصاب كل 18 ساعة في المتوسط وفقا لبيانات الشرطة. وتشير بيانات الحكومة إلى ارتفاع جرائم الاغتصاب المبلغ عنها في البلاد بنحو 17 في المئة بين 2007 و2011. ووجهت لستة من المشتبه بهم اتهامات بالقتل بعد موت الفتاة ويواجهون الإعدام في حال إدانتهم. وفي كولكاتا إحدى المدن الكبرى الأربعة في الهند قالت الشرطة إن رجلا أبلغ عن تعرض والدته للاغتصاب الجماعي والقتل على يد ستة رجال في بلدة صغيرة بالقرب من المدينة يوم السبت. وقال مسؤول بارز إن المرأة قتلت وهي في طريقها إلى المنزل مع زوجها مشيرا إلى أن المعتدين ألقوا مادة كاوية على الزوج واغتصبوا زوجته وقتلوها وألقوا جثتها في بركة على جانب طريق. ورفضت الشرطة الكشف عن أي تفاصيل أخرى. وقال ضابط لرويترز إنه لم يتم فتح تحقيق جنائي حتى الآن. وشوهدت زعيمة الحزب الحاكم سونيا غاندي وهي تصل إلى المطار حين هبطت الطائرة التي نقلت جثمان الفتاة من سنغافورة كما شوهد موكب سيارات رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ هناك أيضا. وشاهد مراسل لرويترز أفراد عائلة الفتاة الذين كانوا معها في سنغافورة يصطحبون جثمانها عائدين إلى منزلهم في نيودلهي في سيارة إسعاف وسط حراسة الشرطة. وتم نقل الجثمان إلى محرقة ولم يسمح لوسائل الإعلام بالتواجد لكن شاهدا من رويترز رأي أسرة الضحية ورئيسة حكومة نيودلهي شيلا ديكشيت ووكيل وزارة الداخلية آر.إن.بي سينغ يخرجون من المحرقة. وفوجئت الحكومة من حجم الغضب على هذا الهجوم. ولم يدل سينغ بأي تصريح الا بعد اسبوع من وقوع الاعتداء مما اثار غضب محتجين كثيرين. وانضم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى الأصوات المطالبة بالتغيير داعيا إلى "المزيد من الخطوات والإصلاحات للحد من هذه الجرائم وتقديم الجناة للعدالة." ويقول معلقون وعلماء اجتماع إن هذا الحادث أجج مشاعر الإحباط الشديد لدى كثيرين من الهنود تجاه ما يعتبرونه ضعف الحكم وضعف القيادة بشأن القضايا الاجتماعية