قال الرئيس باراك أوباما يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تعترف بالائتلاف الذي تشكل حديثا للمعارضة السورية بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري في خطوة تهدف الى زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد. واعلن أوباما عن قراره في مقابلة مع قناة إيه.بي.سي نيوز التلفزيونية عشية اجتماع لزعماء المعارضة السورية وحلفائهم الدوليين في المغرب لكنه لم يصل إلى حد إجازة تسليح المعارضين الذين يسعون للإطاحة بالأسد. وقال أوباما "انها خطوة كبيرة." في تحرك قد يمنح المعارضة المناهضة للأسد دفعة دبلوماسية بعد نحو عامين من الصراع. وكانت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج قادت الطريق بالاعتراف بائتلاف المعارضة الشهر الماضي لكن واشنطن احجمت حتى الآن مطالبة جماعات المعارضة التي تعصف الانقسامات والمنافسات في صفوفها طوال معركتها لإنهاء حكم الأسد ببذل مزيد من الجهد للانضواء تحت جبهة موحدة. وقد يكون قرار رسمي من جانب اوباما إيذانا بمرحلة جديدة في جهوده لفرض عزلة على الأسد الذي تجاهل مطالب أمريكية متكررة بالتنحي عن السلطة. ولكن من غير المتوقع ان يسفر هذا القرار عن تقديم دعم عسكري أو مالي مباشر إلى الائتلاف خلال اجتماع المغرب يوم الأربعاء وذلك مرجعه جزئيا إلى ان الائتلاف يفتقر إلى القدرة على التصرف كحكومة انتقالية ولأن القوى الغربية ما زالت تشعر بالقلق من مساندة مقاتلين إسلاميين في صفوف المعارضة. وقال أوباما في مقابلة مع باربرة وولترز في شبكة تلفزيون إيه.بي.سي في البيت الأبيض "اتخذنا قرارا مفاده ان ائتلاف المعارضة السورية يتسم الآن بانه اشتمالي بدرجة كافية وأنه يعكس الشعب السوري ويمثله بدرجة كافية ولذا فأننا نعتبرهم الممثل الشرعي للشعب السوري في معارضة نظام الأسد." وقد تفتح هذه الخطوة التي كانت متوقعة على نطاق واسع الباب إلى تقديم مزيد من المساعدات الأمريكية غير الفتاكة بما فيها معدات الاتصالات والمساعدات الإنسانية وتعميق الاتصالات السياسية. غير ان أوباما أوضح انه ما زال يشعر بالقلق بشأن بعض الفئات السورية المسلحة المرتبطة بالائتلاف السوري وانه غير مستعد لبدء تزويد المعارضين بالأسلحة وهو أمر يرفضه بشدة على الرغم من مطالبات بعض المنتقدين الجمهوريين. وقال أوباما "ليس كل من يشارك على الأرض في قتال الأسد أناس نستريح إليهم. فالبعض فيما أرى يتبنون أجندة متطرفة أجندة مناهضة لأمريكا وسوف نعمل على التمييز بين تلك العناصر." واختص أوباما بالذكر جماعة جبهة النصرة السورية الإسلامية المتشددة التي أدرجتها واشنطن على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية قائلة إنها تحاول خطف نضال الشعب السوري نيابة عن تنظيم القاعدة في العراق. وقال مسؤولون أمريكيون ان جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ نحو 600 هجوم في المدن الكبرى راح ضحيتها الكثير من السوريين الأبرياء خلال الانتفاضة على الأسد التي مضى عليها 20 شهرا. وأقر مسؤولون أمريكيون بأن هذه الخطوة من غير المحتمل أن تؤدي على الفور إلى تقليص أنشطة جبهة النصرة لكنهم قالوا إنها إشارة مهمة للمعارضة السورية وانصارها الأجانب ولاسيما في الخليج بأن النصرة ينبغي ألا تلعب دورا في الانتقال السياسي في سوريا في نهاية المطاف. وقال كثير من شخصيات المعارضة ان اجتماع "أصدقاء سوريا" في المغرب لا يصل إلى حد تحقيق آمالهم في الحصول على مساعدات عسكرية. وقال عبد الباسط سيدا عضو ائتلاف المعارضة السورية لرويترز "الاعتراف الدبلوماسي ليس كافيا. اننا في حاجة الى دعم عسكري. فقد بدأت مرحلة انتقالية ونحن نريد الوسائل اللازمة للدفاع عن الأجزاء المحررة من سوريا من ضربات النظام." واضاف قوله "اننا نقترب من النهاية والمعارك في دمشق تقترب كثيرا من الحرم الداخلي للنظام ولا أتوقع أن يستمر بشار طويلا." وقال وليد البني احد نشطاء المعارضة السورية انه بعد الاجتماعات الكثيرة التي عقدت يجب على "أصدقاء سوريا" أن يظهروا استعدادهم للإطاحة بالأسد وإنهاء الصراع الدموي. واضاف قوله "كل أسبوع من التأخير يعني تدمير القرى واجزاء من المدن والبلدات وقتل ألف شخص في المتوسط." وقال البني وهو أحد الأعضاء القلائل في الائتلاف غير المتحالفين مع الإخوان المسلمين "الاعتراف سيكون مفيدا لكنه لن ينهي الأزمة. يجب أن تكون هناك إرادة دولية حقيقية في الوقوف الى جانب الشعب السوري والتخلص من هذه الديكتاتورية."