كنت بحاجة ماسة للعمل، فليس لأسرتي عائل سواي، ورغم أن مجال التجارة في الفاكهة كان مفتوحا على مصراعيه، إلا أن الخجل كان يقف حاجزا بيني وبين الولوج في هذا المجال، خصوصا أن معظم أقراني في القرية كانوا يواصلون تعليمهم للالتحاق بالوظائف، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص». بهذه العبارات يسرد مهندس بن إبراهيم مبارك (48 سنة) بداياته في مهنته (فكهاني) في سوق الخضراوات في جازان، ويضيف: قررت قبل عشرين عاما نزع رداء الخجل وهجر قريتي (البيض) نحو المدينة، وهناك بدأت في بيع الفاكهة والخضراوات وعملت لحسابي الخاص، والحقيقة أنني واجهت العديد من الصعوبات في البداية، خاصة في تكتلات الوافدين وعملهم كفريق واحد، ولكن مع الإرادة والإصرار استطعت - بفضل الله - أن أكون نفسي وفتح محلي الخاص. وأنصح أي شاب سعودي حتى لو كان خريجا جامعيا ولم يستطع الحصول على فرصة عمل، أن يقدم مباشرة على العمل في الأسواق الحرة، وارتقاء السلم من بدايته، ومن خلال تجربتي الشخصية في سوق الخضراوات، أرى أن المجال مفتوح أمام الجميع ودخله يتجاوز رواتب بعض الوظائف، وما على الشباب العاطلين عن العمل، سوى نفض غبار الكسل والنهوض من فراش البطالة والدخول في معترك الحياة.