تضج جنبات وادي بيشة بهدير الجرافات وصوت محركات الوسائط المائية منذ 40 يوما بحثا عن جثة الشاب سعد القرني - 23 عاما - الذي جرفته السيول في ليلة ماطرة وغاب أثرة منذ ذلك اليوم. وطيلة هذه الفترة تضافرت جهود الجهات المختصة بالتعاون مع المتطوعين بحثا عن الجثة في بطن الوادي ، إذ امتدت عمليات البحث لمسافات طويلة لأكثر من 180 كلم شمالا، باستخدام الجرافات والمسح الجوي والميداني والكلاب البوليسية والغوص في مياه الحفر المتبقية من أثر السيل. وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني في بيشة العقيد حسين شيبان العلياني أنه منذ اليوم الأول لجرف السيول للشاب القرني بدأت فرق البحث عملها بمساندة من طوارئ مكةالمكرمة وعسير والرياض، ومديرية المنطقة، وغواصين من منطقة القصيم، موضحا أنه تم تقسيم أعمال البحث الميدانية إلى خمس مناطق بدءا من منطقة الريان جنوببيشة التي شهدت حالة غرق الشاب القرني حتى نهاية حدود بيشة الإدارية مع محافظة رنية شمالا . وبين العقيد العلياني أن البحث ما يزال جارياً حسب هذا التقسيم باستخدام معدات وشيولات لاستخدامها في البحث في مواقع الوحل، مشيراً إلى أن مجموعة من فرق البحث وصلت إلى نهاية وادي بيشة الذي يصب في منطقة تسمى الفرشة، لافتا إلى أنه تمت الاستعانة بالطيران العمودي التابع للأمن العام الذي تولى بالمسح الجوي لوادي بيشة على عدة مراحل شملت امتداد جريان وادي بيشة من منطقة الريان والباقرة جنوباً موضحا أن الطيران العمودي نفذ ست طلعات بحثا عن الجثة، كما تمت الاستعانة ب7 موظفين و7 من الكلاب البوليسية المرسلة من الجمارك السعودية في البحث عن الجثة . وأضاف العقيد العلياني أن عمليات البحث شملت الحفر الممتلئة بمياه السيول في وادي بيشة حيث تمت الاستعانة بغواصين . وأوضح مدير الدفاع المدني في بيشة أن ثمة صعوبات عوائق واجهت فرق البحث في الوادي خلال الفترة الماضية منها استمرار جريان الوادي بمياه السيول المنقولة من فترة إلى أخرى، وسوء الأحوال الجوية والمتغيرات المناخية التي مرت بالمحافظة بشكل عام ومناطق البحث بشكل خاص من غبار وأتربة تحجب الرؤية ، إضافة إلى كثرة الحفريات الممتلئة بمياه السيول في وادي بيشة وانتشارها بشكل عشوائي، والتي تقع غالبيتها في مناطق البحث.