كشفت شرطة العاصمة المقدسة سر جثة الطفل التي عثر عليها مفصولة الرأس أمام إحدى الحاويات صباح الخميس الماضي في مخطط الشرائع بمكة المكرمة، حيث تمكنت من تحديد هوية الطفل وتبين أن والد الطفل هو القاتل. وبين مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي أنه بعد العثور على الجثة تم تشكيل فريق عمل من عدد من الضباط والأفراد لإجراء التحريات اللازمة وكشف كافة ملابسات الجريمة التي هزت مخططات الشرائع، مشيرا إلى أن الفريق نجح في الوصول إلى القاتل خلال ساعات قليلة. وبحسب مصادر أن والد الطفل القاتل يعاني من مرض نفسي ومن تعاطي المخدرات وسبق أن أوقف على خلفيه قضايا أمنية وهو يعيش مع والده في مخطط رقم 4 بالشرائع، بينما يعيش الطفل البالغ من العمر 12 عاما مع والدته المطلقة التي تسكن مع والدها بحي الشوقية. واعتادت الأم على إحضار الطفل إلى والده في نهاية كل أسبوعين من أجل الزيارة بشكل ودي، وكانت قد أحضرت الابن إلى والده الأربعاء الماضي في الشرائع وغادرت، ثم عادت مساء أول من أمس الجمعة لاستلام ابنها لتفاجأ بأن جد الطفل لوالده يخبرها بأن الطفل غير موجود ووالده أغلق على نفسه الباب بغرفته. وسارعت الأم ووالدها وجد الطفل لأبيه بإبلاغ شرطة الشرائع عن فقد الطفل، ليكون ذلك البلاغ بمثابة الخيط الأول من خيوط حل لغز الجثة المجهولة وكشف جريمة الأب. وبانتقال فرقة البحث إلى منزل جد الطفل لأبيه عثر على والده داخل الغرفة واعترف أنه كان في حالة نفسية سيئة وتناول سيجارة من الحشيش نحر الطفل بعدها ثم ألقى بجثته بالقرب من إحدى الحاويات وترك رأس الطفل داخل شنطة سيارته "الكرسيدا"، وبتفتيش السيارة عثر على رأس الطفل داخل الشنطة وأصيبت الأم ووالدها بحالة إغماء من هول الفاجعة وشناعة الجرم. وبين الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أنه جرى تسليم القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال الإجراءات اللازمة بحكم الاختصاص، مشيرا إلى إن الجاني اعترف بالجريمة وجار تصديق اعترافاته شرعا. وأوضح أستاذ التوجيه والإرشاد بجامعة أم القرى الدكتور عبدالمنان بار أن المخدرات تقود إلى العديد من التصرفات غير السوية ومن المفترض عدم ترك الأطفال مع أمثال هؤلاء المدمنين الذين يقدمون على تصرفات شنيعة تحت تأثير المخدرات كما حدث في مثل هذه الحالة، مشددا على ضرورة تطبيق أشد العقوبات في حق هذا الأب الذي أقدم على عمل شنيع لا يمكن أن يصدر من أى أب سوي.