قضى خطاط أفغاني خمسة أعوام في نسخ أكبر مصحف في العالم حجما في مسعى منه ليثبت للعالم أن ميراث أفغانستان من ثقافة وتقاليد لم يواريه الثرى رغم 30 عاما من الحرب. ويبلغ طول أوراق المصحف الفخم 2.28 متر وعرضها 1.55 متر وذكر مركز كابول الثقافي الذي يعرض فيه المصحف ان وزارة الحج والشؤون الدينية في أفغانستان قالت انه الأكبر حجما في العالم. وكان لقب أكبر مصحف في العالم من نصيب نسخة طولها متران وعرضها 1.5 متر وكشف عنها النقاب العام الماضي في منطقة تتارستان الروسية. ويبلغ وزن المصحف الأفغاني 500 كيلوجرام وعدد صفحاته 218 صفحة من الورق والقماش أما الغلاف فمن جلد الماعز ومزخرف بنقوش بارزة. وبلغت تكلفة المصحف الضخم نصف مليون دولار. وعمل الخطاط محمد صابر خضري في المشروع مع تسعة من تلاميذه حيث صمموا المصحف المكتوب بحط مذهب داخل أطر تزينها ملايين النقاط الملونة. وقال خضري بجوار نسخته الضخمة التي وضعت في غرفة خاصة "أشعر بسعادة بالغة لنجاحي في نسخ أكبر نسخة من المصحف لخدمة ديني الاسلام." وظل خضري أكثر من عامين يتكتم أمر نسخ المصحف الضخم الذي فرغ من كتابته عام 2009. لكن إعداد الغلاف والغرفة الخاصة التي يحفظ فيها لم ينته العمل فيهما الا في مطلع عام 2012. وقال خضري "صنعت هذه النسخة المكتوبة بخط اليد من المصحف من صميم قلبي بمعاونة تسعة من تلاميذي واستغرقنا ذلك خمسة أعوام." ويحفظ المصحف في مركز ثقافي أنشيء في الثمانينات وكان يضم 50 ألف كتاب ومركزا طبيا ومدارس للحرف الافغانية مثل نسج السجاد. لكن كل ذلك دمر خلال الحرب الاهلية التي أعقبت انسحاب القوات السوفيتية وحكم حركة طالبان منذ عام 1996. لكن مؤسس المركز أعاد بنائه بعد الاطاحة بحكم طالبان المتشدد عام 2001 وأصبحت ابنته فرخندة زهرة نادري عضو مجلس النواب تشارك حاليا في نشاط المركز وتدير مكتبة فيه. وقالت فرخندة "أتاح المركز الثقافي هذه الفرصة لفنان أفغاني ليري العالم موهبته وليعرف العالم كله لا أفغانستان وحدها أن لدينا من يظهرون الجانب الايجابي للاسلام." وقالت فرخندة ان المصحف الضخم كان حلما طالما راود والدها الذي كرس له نفسه طوال سنوات