على الرغم من عمله في مجال التجارة إلا أنه طبق المثل القائل «لا يقع إلا الشاطر»، حيث وقع التاجر ضحية للنصب والاحتيال مرتين على يد اثنين من الأفارقة اللذين نصبا عليه في المرة الأولى وكررا العملية مستغلين طمعه ورغبته في الحصول على المزيد من الأموال بطرق سريعة، وتمكن رجال البحث الجنائي من القبض على المتهمين في المرة الثانية واستعادة المبلغ المستولى عليه بعملات مختلفة بين اليورو والدرهم والدولار. وأكد العميد خليل ابراهيم المنصوري مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي، ان رجل الأعمال لم يتعلم من حديث للرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» : «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين» واقبل بكل بساطة على تسليم ماله إلى اشخاص لم يعرفهم بل زاد على ذلك وكرر الفعل من اجل استخراج الكنز الوهمي الذي وعده به النصابان، وقال المنصوري: وراء كل نصاب طماع. واشار المنصوري الى ان تفاصيل الواقعة تعود الى شهر يونيو الماضي عندما تعرف النصابان "ن . س" و"ب . س" من الجنسية الإفريقية على رجل أعمال خليجي، واوهماه بقدرتهما على زيادة مبلغ 700 ألف درهم الى 7 ملايين دولار. وقال المنصوري: (رغم أن الرجل ذو خبرة في التجارة الا انه انساق وراء هذه الخديعة الكبرى وقام بتسليمهما مبلغ 700 الف درهم في محل إقامتهما في احد فنادق دبي، حيث قاما أمامه بإدخالها في خزنة حديدية، وأجريا تجربة وهمية امامه تمثلت بغسل بعض الأوراق السوداء وتحويلها الى دولارات وسلماه إياها طالبين منه الذهاب الى أي مركز صرافة للتأكد من صحتها). وناشد المنصوري افراد المجتمع عند التعرف على مثل هؤلاء النصابين في أي مكان من ارجاء الدولة ان يقوموا بسرعة الابلاغ عنهم للجهات الأمنية المختصة حماية لهم وللأخرين من الوقوع في الفخ ويكونوا من ضحاياهم، لافتاً الى ان السرعة في الابلاغ تفيد في إرجاع الحق الى اصحابه. من جانبه، قال المقدم احمد حميد المري مدير إدارة البحث الجنائي بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي ان رجل الأعمال توجه بالفعل الى احد محال الصرافة وقام بصرف الدولارات، حيث تيقن ان الصفقة مربحة للغاية الا انه عندما عاد اليهما كانا قد فرا هاربين وغادرا الدولة بامواله، ولم يجد التاجر أمامه خياراً الا الصمت وعدم إبلاغ الشرطة. وأوضح المري انه وخلال الشهر الماضي فوجئ التاجر أثناء سيره في السوق الكبير في منطقة الرفاعة بأحد النصابين يتجول في المنطقة، فأمسك به ولم يتركه وهدده بإبلاغ الشرطة ان لم يعد له المبلغ المسروق ( 700 ألف درهم )، وكانت المفاجأة ان النصاب استطاع مرة اخرى ان يخدع رجل الأعمال، وأكد له أن المواد الكيميائية المطلوبة لإتمام العملية كانت قد انتهت منهما في المرة السابقة ولذلك لم يتمكنا من انجاز عملية زيادة الأموال ومضاعفتها، مؤكداً له أنه إذا أراد أن يحصل على المال الموعود عليه ان يمنحه 300 ألف درهم أخرى لشراء تلك المواد حتي يأتي له بالسبعة ملايين دولار. وأضاف المقدم المري ان المفاجأة الكبرى كانت في موافقة الرجل على منحه المبلغ مع شرط الإقامة معه في ذات السكن حيث ذهب معه إلى شقة مفروشة مستأجرة في الطابق الأول، ومنحه المبلغ، وأغلق عليه الباب ليتم العملية الا انه عندما غاب النصاب طويلاً فتح التاجر باب الغرفة فلم يجده، حيث تمكن من القفز من شرفة الشقة وهرب لتصبح حصيلة عملية الاحتيال على التاجر مليون درهم.