وصفت شرطة منطقة الرياض ما حدث في مباراة الهلال والشعلة في كأس ولي العهد ب«انهيار في العملية التنظيمية» وذلك في بيان صحافي أصدرته أمس متهمة إدارة نادي الشعلة بالتسبب في ذلك متسائلة عن سبب وجود تذاكر تحمل الرقم 1900 وكذلك تذاكر من دون أرقام. وجاء في البيان الصحافي: «لاحظت شرطة منطقة الرياض مزيداً من التصريحات التي أدلى بها مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج زابن الدوسري ومدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري عبر القنوات والبرامج الرياضية والصحف الورقية وعدد من المواقع الالكترونية، التي تضمنت تصريحات تُحمل الجهات الأمنية ما حدث من قصور وتداعيات ومحاولتهم التخلص من مسؤوليتهم المباشرة للأخطاء الفادحة التي ارتكبوها، مما كان له أثر مباشر في إطلاق شرارة الأحداث التي صاحبت مباراة كرة القدم بين فريقي الهلال والشعلة يوم الأربعاء الماضي على ملعب نادي الشعلة بالخرج من دور ال16 ضمن مسابقة كأس ولي العهد. وإلحاقاً لما سبق إيضاحه في بيان صدر من شرطة منطقة الرياض حول الأحداث التي صاحبت تلك المباراة. فإن شرطة منطقة الرياض تود من خلال هذا البيان أن تضع النقاط على الحروف كما يأتي: «أولاً: يسهل على كل مقصر ومخل بعمله أن يلقي بالتهم جزافاً على الغير لكي يبرر تقصيره محاولاً التعمية على الحقائق التي لا يمكن لمنصف أن يتجاهلها لوضوحها كالشمس في رابعة النهار، وهو بذلك يريد أن يحمل أخطاءه على من أجتهد وتحمل تبعات إساءته، وقد تجلى ذلك من خلال ردود الفعل والتصريحات غير المسؤولة من مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج زابن الدوسري ومدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري اللذين تغافلا الدور المهم الذي قام به رجال الأمن في ضبط الأمن على ارض ملعب الشعلة، ولولا لطف الله ثم تدخلهم الحاسم وفي الوقت المناسب لحدث ما لا يحمد عقباه وعلى رغم أن مكتب رعاية الشباب بالخرج لم ينسق مع الجهات الأمنية المسؤولة إلا انها قامت بواجبها بتأمين أكثر من 120 فرداً من رجال ثلاث جهات من الملعب لا توجد بها مدرجات. الأمن، إضافة إلى 15 فرقة مرور و25 من دوريات الأمن خارج الملعب. ثانياً: أشار مدير مكتب رعاية الشباب زابن الدوسري من خلال حديثه لبعض الصحف «أن إخلالاً شهدته بعض بنود المحضر المتفق عليه قبل المباراة، وبخاصة الجانب الأمني على وجود 100 من رجال الأمن وهو ما لم يحدث»، وهذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة لعدم وجود منسق أصلاً من مكتب رعاية الشباب بالخرج، وهو ما يوضح أحد أهم أوجه القصور في إدارة المكتب ولإثبات صحة ما يدعيه فإن الجهات الأمنية تطالبه بإبراز المحضر الذي أشار إليه. وليس أدل على انهيار العملية التنظيمية والتنسيق مع الجهات الأمنية المسؤولة داخل الملعب سوى التصرف الغريب من المسؤولين عن الملعب بفتح البوابتين الغربية من دون إشعار رجال الأمن وهو ما تسبب في دخول عدد من الجماهير من دون تذاكر وتفتيش». وواصل البيان: «ثالثاً: لعل مقولة إن من تحدث بغير فنه أتى بالعجائب تنطبق على ما صرح به مدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري حول دخول الجماهير إلى الملعب من دون أن يتم تفتيشهم ملقياً باللوم على الأجهزة الأمنية، ونحن هنا نوجه التساؤل له من خلال موقعه كمدير لملعب نادي الشعلة عن غفلته عما حصل من تهيئة البيئة المناسبة للفوضى وقذف الحجارة والقطع الحديدية التي كانت بأرض ملعب ناديه ومدرجاته تعج بها والصور المرفقة تعكس المشهد كاملاً خلف وجوار المدرجات. رابعاً: الحديث الذي أدلى به الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ محافظة الخرج كان الجواب الشافي لكل التساؤلات وحدد مكامن الخلل. خامساً: تطرق رئيس نادي الشعلة في حديثه إلى أنه تم طباعة 1500 تذكرة بدلاً من 2500 تذكرة وهي الطاقة الاستيعابية للملعب مما جعل الجمهور يبحث عن التذاكر دون أن يجد أية إجابة منهم يدل على عدم حسن التقدير، واذا كان عدد التذاكر التي طبعت كما يزعم 1500 تذكرة فإننا هنا نتساءل عن سبب وجود تذاكر تحمل الرقم 1900، وكذلك تذاكر من دون أرقام فهل وجود سياج حديد فقط سهّل دخول بعض المشاغبين. لهذا التساؤل من جواب مرفق صورة منها؟ سادساً: كيف لمكتب رعاية الشباب بالخرج السماح بإقامة مباراة جماهيرية بين فريقين كبيرين في ملعب صغير لا يستوعب سوى هذا العدد القليل من الجمهور الذي تزامن مع إجازة نهاية الأسبوع وأحدهما فريق له جماهيريته في المملكة. سابعاً: تم بيع التذاكر منذ الصباح الباكر ليوم المباراة ولم تفتح أبواب الملعب مما حدا بكثير ممن اشترى تذاكر بالعودة إلى منازلهم ثم الحضور مرة أخرى، إذ وجدوا أن أبواب الملعب فتحت بطريقة عشوائية ودخل الجمهور من دون تذاكر حتى امتلأت المدرجات، وهذه كانت الشرارة الأولى عند مطالبة الجمهور الذين يحملون تذاكر بالدخول واحتقانهم من سوء تصرف إدارة الملعب وفوضى الدخول». واستطرد البيان: «ثامناً: أسوار الملعب قصيرة والسياج الحديدي كذلك وثلاث جهات من الملعب لا يوجد بها مدرجات ولا يفصل الجمهور عند تسلقهم الأسوار الخارجية إلا سياج حديدي مما سهل دخول بعض المشاغبين لأرضية الملعب. تاسعاً: تم تجهيز قوة إضافية لأي طارئ وتم طلبها ووصلت إلى الملعب عند مشاهدة الدخول لحظة إحماء اللاعبين قبل المباراة ووصلت قبل نهاية الشوط الأول، إضافة إلى الدعم بقوة إضافية من قوة المهمات والواجبات الخاصة من الرياض ووصلت إلى الملعب نهاية الشوط الأول وتم السيطرة على الوضع بشكل ممتاز وتم القبض على عدد ممن أحدثوا الفوضى، وسبق التنويه عنهم في البيان الأول. عاشراً: تؤكد شرطة الرياض أنها قامت بدورها الأمني في وضع حد للشغب داخل وخارج ملعب نادي الشعلة وألقت القبض على مسيئي السلوك ومن اقتحم المستطيل الأخضر وتم تسليمهم لجهة التحقيق وتأمين سلامة اللاعبين وطاقم التحكيم والحافلات المقلة لمنسوبي الناديين». وأختتم البيان: «وتود شرطة منطقة الرياض أن تؤكد للعموم أن جهاتها المختصة دائماً ما تشارك في حفظ الأمن في مباريات كبيرة على مستوى دورات ونهائيات على درجة من الانضباط يشهد لها القاصي والداني ولايمكن لافتراءات وإساءات غير مسؤولة من البعض للأسف بإطلاق التهم جزافاً ممن يتسنمون المسؤولية عن نشاطات رياضية يفترض منهم الدقة البوابتان الغربيتان فتحتا من دون إشعار رجال الأمن. والتقيد بما يصدر عن لجنة التحقيق الخاصة بهم ولن تؤثرهذه الجعجعة منهم قيد أنملة في معنويات من باشروا ويباشرون مثل هذه المهام وغيرها، لا سيما أننا راعينا ذلك في البيان الأول المتعلق بهذا الموضوع احتراماً للجميع ولعدم التأثير على مجريات الأمور متابعين مايتم التطرق إليه إعلامياً. ولن نتغاضى عن المساءلة القانونية لمن يتجاوز في ذلك من دون دليل». وعززت شرطة منطقة الرياض بيانها الصحافي بمجموعة من الصور التي قدمتها لوسائل الإعلام للتأكيد على النقاط التي أوردتها في البيان. يذكر أن مباراة الهلال والشعلة شهدت شغباً جماهيرياً ونزول عدد من الجماهير إلى أرض الملعب أدى إلى توقف المباراة، فيما أكدت «رعاية الشباب» أنها ستقوم بتشكيل لجنة للتحقيق في القضية دون أن تفصح عن أي نتائج أمس.