(شرق) (رويترز) - سحبت الامارات العربية المتحدة الجنسية من ستة مواطنين قالت انهم يمثلون تهديدا للامن القومي لكن الرجال قالوا انهم يعاقبون على المطالبة بالاصلاح السياسي. ولم تشهد الامارات ثالث اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم المظاهرات الداعية للديمقراطية التي هزت تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا ويرجع جزء من الفضل في هذا الى نظام الرعاية الاجتماعية السخي من المهد الى اللحد. ورغم ذلك لم تتسامح مع معارضة لا تذكر خلال الاضطرابات التي أعادت رسم الخريطة السياسية للشرق الاوسط. وصدرت أحكام بسجن نشطاء سعوا الى منح المجلس المنتخب المزيد من الصلاحيات واتهموا الحكومة برشوة المواطنين تجنبا للاصلاح السياسي الحقيقي. وقال بيان نقلته وكالة أنباء الامارات الرسمية ان الرجال الستة الذين كانوا في الاصل يحملون جنسيات أخرى "عملوا خلال السنوات الماضية على القيام بأعمال تهدد الأمن الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة من خلال ارتباطهم بمنظمات وشخصيات اقليمية ودولية مشبوهة كما ارتبط بعضهم بمنظمات وجمعيات مشبوهة مدرجة في قوائم الاممالمتحدة المتعلقة بمكافحة تمويل الارهاب." وكان بعض الرجال وقعوا التماسا أرسل لزعماء الامارات يطالبون فيه بأن يمنح المجلس الوطني الاتحادي وهو هيئة استشارية المزيد من الصلاحيات. وفي وقت سابق من العام الحالي أصدر الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الامارات عفوا عن خمسة نشطاء أدينوا وسجنوا بتهمة اهانة القيادة الاماراتية بعد أن انتقدوا سياسات البلاد ودعوا الى اصلاحات. وقال أحد الستة الذين سحبت منهم الجنسية -ويرتبطون جميعا بجماعة اسلامية- ان مسؤولين اماراتيين اتصلوا به الاسبوع الماضي وطلبوا منه تسليم أوراق هويته. وقال محمد عبد الرزاق الصديق ان مكتب الجوازات اتصل وقال له ان هناك مرسوما بسحب الجنسية وأنهم أبلغوه بأنهم يريدون جميع الوثائق. وأعاد الستة الوثائق لمكتب الجوازات. وقال رجل اخر من المجموعة هو شاهين الحوسني لرويترز ان الاتهامات ضده وضد الرجال الاخرين لا أساس لها ونفى أن يكون قد حمل أي جنسية أخرى من قبل على الاطلاق. وأضاف أن الرجال استهدفوا بسبب توجهاتهم السياسية الاسلامية. وتم تداول صور الرجال على موقع فيسبوك وعبر رسائل البلاكبيري بما في ذلك صورة تظهر الرجال الى جانب جواز سفر ايراني مع تعليق يقول انهم يمثلون تهديدا للامن القومي. ويحمل الرجال الذين سحبت منهم الجنسية اسماء قبائل معروفة في الامارات التي تأسست عام 1971 . وأحدثت خطوة الحكومة لتجريد الستة من الجنسية انقساما داخل شبكة العشائر الواسعة في الامارات اذ يتبادل مؤيدو الرجال الاتهامات مع من ينددون بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال اسماعيل الحوسني الذي ينتمي لقبيلة احد الرجال الذين سحبت منهم الجنسية "نخشى انقساما في المجتمع القبلي... حين يشب حريق يتصاعد ثم يحرق كل شيء حوله. في الوقت الحالي لا يوجد سوى دخان لكن اذا لم يوقف فقد يكون خطيرا جدا... أتعشم أن يوقف أهل الحكمة هذا ويحلوا المشكلة رسميا."