(شرق)- عززت العديد من دول العالم إجراءاتها الوقائية لمنع انتشار مرض انفلونزا الخنازير الذي وصل الأربعاء 29-4-2009 إلى ألمانيا، مع اكتشاف أول إصابة طاولت امرأة تقيم قرب راتيسبون في بافاريا (جنوب)، على ما أعلنت وزارة الصحة في المقاطعة. ووسط تخوف الأطباء من تحوله إلى وباء عالمي، طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونغرس مبلغ 1.5 مليار دولار إضافية لمكافحة الفيروس الذي أصاب 65 شخصًا في 6 ولايات. وتشمل محصلة الإصابات بالانفلونزا في الولاياتالمتحدة 10 حالات في كاليفورنيا، واثنين في كنساس، و45 حالة في نيويورك، وواحدة في أوهايو، و6 حالات في تكساس، كما أبلغت السلطات في ولاية انديانا عن حالة إضافية. ودفع ارتفاع عدد الإصابات حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزينغر إلى إعلان حال الطوارئ في الولاية، لتوفير الأموال والموارد البشرية الأخرى اللازمة لمكافحة المرض. ومع أن عدد ضحايا الفيروس وصل إلى 159 في المكسيك، إلا أن الإصابات التي حدثت في الولاياتالمتحدة ودول أخرى كانت أقل شدة. المكسيك تغلق مطاعمها وفي المكسيك، التي ظهرت في أغلب الإصابات بالفيروس الذي تسبب بوفاة 159 مكسيكيّا حتى الآن قررت السلطات إقفال المطاعم والحانات والمراقص في مكسيكو أمام العامة حتى الخامس من مايو المقبل، بينما أغلقت كافة المواقع الأثرية في سائر أنحاء البلاد "حتى إشعار آخر". وتعتبر المواقع الأثرية في المكسيك محط جذب سياحي وثقافي من العالم أجمع، بدءا بأهرامات تيوتيهوكان وشيشن ايتزا، ومدينة المايا القديمة في شبه جزيرة يوكاتان (جنوب شرق). كما لن تتمكن المقاهي والمطاعم في مكسيكو أن توفر، من الآن فصاعدا، سوى خدمة خارجية لتسليم الأطباق، تحت طائلة الإغلاق الإداري، وذلك وفق قرار حكومة يهدف لتفادي التجمعات المواتية لانتشار الفيروس. كذلك فرض الاتحاد المكسيكي لكرة القدم الثلاثاء أن تكون مباراة البطولة مغلقة بدون جمهور للمرة الأولى، اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع في الأول والثالث من مايو. وفي مكسيكو؛ حيث أدت التدابير الوقائية إلى الحد بشكل ملحوظ من النشاط الاقتصادي، لم يستبعد رئيس البلدية احتمال فرض وضع القناع الطبي لحماية ركاب المترو الذي يستخدمه عادة 5.4 ملايين شخص كل يوم. مخاوف في سيناء أما عربيا، فسادت حالة من القلق في محافظة سيناء المصرية، خشية انتقال المرض إليها، خاصة في المناطق الحدودية الملاصقة لإسرائيل، بعد إعلان تل أبيب اكتشاف إصابيتين بالفيروس. وما زاد من مخاوف الأهالي في سيناء أن تربية الخنازير في إسرائيل تقع في مزارع جبلية بالقرب من الحدود المصرية بوسط سيناء، وهي مناطق صحراوية يسهل فيها انتقال الفيروسات بسرعة كبيرة بفعل الرياح وخاصة في مثل هذه الأوقات من العام بفعل التغيرات المناخية، وكذلك لوجود معبري العوجة وكرم أبو سالم التجاريين اللذين تتم من خلالهما عمليات الاستيراد والتصدير بين مصر وإسرائيل. ويقول سالم حسان من وسط سيناء: "فور سماعنا عن وجود مرض يسمى إنفلونزا الخنازير حمدنا الله أنة لا يوجد أي مزارع في سيناء لتربية الخنازير، ولكن بدأ شعور أهالي المنطقة بالقلق بعد إعلان إسرائيل عن وجود إصابات بها، وذلك لقرب المزارع الإسرائيلية من حدودنا". من جانبه، قال محمد علوان: "كل ما نخشاه هو التأثر من الناحية الشرقية فقط بفعل الرياح؛ إذ إن المنطقة صحراوية ولا يوجد ما يمنع انتقال المرض، خاصة أنه سبق أن تأثرنا من قبل بإنفلونزا الطيور القادمة من إسرائيل منذ ثلاثة أعوام تقريبا". وطالب علوان المسؤولين في مصر وخاصة في الحجر الصحي ووزارتي الصحة والزراعة بتشكيل لجنه متابعة للمناطق الحدودية مع إسرائيل مع تواجد خبراء من الصحة في المعابر المشتركة بين مصر وإسرائيل وغزة، وهى معبري العوجة وكرم سالم مع إسرائيل ومعبر رفح مع غزة حتى نضمن عدم دخول أي منتجات قادمة من إسرائيل تكون محملة بفيروسات إنفلونزا الخنازير. وأكد مدير عام الطب البيطري بشمال سيناء محمود أبو زيد خلو المنطقة من المرض، "وذلك لعده أسباب منها عدم تربية الخنازير نهائيا، وإغلاق المعابر التجارية بين مصر وإسرائيل في الوقت الحالي مع وجود قرار من وزارة الزراعة في مصر بحظر استيراد الطيور والدواجن والحيوانات من إسرائيل منذ ثلاث سنوات تقريبا". وقال: "ولذلك وعلى مسؤوليتي سيناء خالية تماما من مرض إنفلونزا الخنازير ولا داعي للقلق من قبل السكان في وسط سيناء".