جنيف، مكسيكو سيتي، واشنطن، عمان – أ ب، رويترز، أ ف ب – واصل فيروس «إتش1 إن1» المسبب لأنفلونزا الخنازير أمس، اتساعه في أوروبا كما بدأ يتغلغل في أميركا اللاتينية، في وقت أغلقت المكسيك اقتصادها جزئياً وحضت مواطنيها على التزام منازلهم، بعدما رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة، محذرة من وباء «وشيك يهدد البشرية». وانضمت سويسرا وهولندا إلى الدول الأوروبية الأربع التي ضربها المرض، وهي إسبانيا وألمانيا وبريطانيا والنمسا، بعد تسجيل حالة واحدة في كل منهما، فيما عقد وزراء الصحة في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً في لوكسمبورغ، لتنسيق جهود مكافحة الفيروس وتجنب انتشاره في أوروبا. وتأكدت أول إصابة بأنفلونزا الخنازير في البيرو لدى مواطنة أرجنتينية، فيما أعلنت البرازيل للمرة الأولى عن وجود حالتين «محتملتين»، بينما وُضع 59 شخصاً تحت إشراف طبي في كولومبيا. وفي المكسيك حيث بدأ الفيروس انتشاره، ارتفعت الحصيلة الى ثماني وفيات مؤكدة، فيما ثمة 99 إصابة مؤكدة، و168 حالة وفاة يُشتبه في صلتها بالمرض. وكان الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون حضّ مواطنيه على البقاء في منازلهم خلال إغلاق جزئي للاقتصاد، من الأول الى الخامس من الشهر الجاري، بهدف إبطاء انتشار الفيروس. في واشنطن، أعلن البنك الدولي إصابة أحد موظفيه في العاصمة الأميركية بأنفلونزا الخنازير أثناء زيارة له الى المكسيك، قبل ان يستعيد عافيته بسرعة. وفي الولاياتالمتحدة حيث توفي رضيع مكسيكي وسجلت إصابات في 11 ولاية، أصبحت تكساس ثاني ولاية اميركية بعد كاليفورنيا تعلن حال الطوارئ لمواجهة انفلونزا الخنازير، فيما وُضع في كاليفورنيا حوالى 30 من عناصر مشاة البحرية (مارينز) والمتمركزين في أكبر قاعدة عسكرية في الولاياتالمتحدة، في الحجر الصحي بعد اكتشاف إصابة أحدهم بالمرض. وكانت المديرية العامة لمنظمة الصحة العالمية ماغريت تشان أعلنت ان «الفيروس ينتشر من دون اي مؤشر على تباطؤه. قررت رفع مستوى الإنذار الى الدرجة الخامسة» وهي المرحلة قبل الأخيرة من إعلان ظهور وباء عالمي ترى انه «وشيك». وأضافت: «لا بد من أخذ أوبئة الانفلونزا بجدية، خصوصاً بسبب قدرتها على الانتشار سريعاً إلى كل بلد في العالم. البشرية مهددة حقاً». وزادت: «السؤال الأساسي هو مدى شدة الوباء، خصوصاً ونحن في البداية الآن. العالم مستعد لوباء الانفلونزا بشكل أفضل من أي وقت مضى في التاريخ». ودعت «كل الدول فوراً الى تطبيق خططها المعدة لمواجهة الأوبئة». في باريس، أعلنت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية أنها «تعارض بشدة قتل الخنازير»، موضحة ان «المعلومات العلمية المتوافرة حالياً لدى المنظمة والهيئات التابعة لها، تدل على ان هذا النوع من الانفلونزا ينتقل بين البشر. ليس هناك أي دليل على انه ينتقل من خنازير مصابة الى الإنسان». وفي عمان، قال وزير الزراعة الأردني سعيد المصري ان لجاناً أردنية وفلسطينية وإسرائيلية اجتمعت في منطقة غور الأردن أمس، «للبحث في إجراءات وقائية ضد انفلونزا الخنازير على الحدود بيننا وتبادل المعلومات في هذا الخصوص». وأضاف: «شُكلت لجنة مشتركة أخرى مع سورية للإجراءات الوقائية الخاصة بحدودنا الشمالية، كما أوعزنا بتشكيل لجان مماثلة مع العراق والسعودية بهدف تأمين الوقاية على حدود المملكة». ولن تعدم السلطات الأردنية الخنازير الموجودة في مزارعها، لكن مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة عادل البلبيسي أكد فرض رقابة مشددة على المعابر الحدودية البرية وخصوصاً مع إسرائيل والأراضي الفلسطينية، لفحص أي شخص يعاني من «حرارة زائدة». وفي العراق، اعلن رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء «تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمتابعة وباء انفلونزا الخنازير».