قال زعيم من القيادات الوسطى في حركة طالبان الافغانية احتجز مقاتلوه اثنين من الصحفيين الفرنسيين لمدة أكثر من عام ان سعي الولاياتالمتحدة لاجراء محادثات سلام ما هي الا محاولة لاحداث شقاق بين الاسلاميين. وفي فرصة نادرة لمعرفة طريقة تفكير أحد قادة طالبان قال قاري محمد مجاهد ان الولاياتالمتحدة تحاول حفظ ماء الوجه بعد خسائرها في ساحة المعركة. وقال لرويترز في مقابلة ببلدة تشامان الباكستانية على الحدود الافغانية "دماء الالاف من مجاهدينا بدأت تؤتي ثمارها والان الولاياتالمتحدة وحلفاؤها يستجدوننا لمساعدتهم على الخروج من أفغانستان بشكل مشرف." وترغب الولاياتالمتحدة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان لاقصى درجة ممكنة قبل نهاية عام 2014 موعد انسحاب كل القوات القتالية التابعة لحلف شمال الاطلسي وهي تؤكد على الحاجة الى سعي كل الجماعات المسلحة للسلام. وتقول الولاياتالمتحدة انها ما زالت مستعدة للتوصل الى اتفاق مع المسلحين المستعدين لقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة ونبذ العنف واحترام الدستور الافغاني. ومجاهد الذي تبدو على ملامحه الصرامة وكان يحمل مسدسا أمريكيا ليس عضوا في تشكيل القيادة العليا لطالبان وهو قائد في اقليم كابيسا الى الشمال الشرقي من كابول. لكن اراءه تلقي بالضوء على كيفية تفسير زعماء القيادات الوسطى للحملة الامريكية للمصالحة. وقال مجاهد الذي كان يحيط به حراس يحملون بنادق كلاشنيكوف "هذه هي دعايتهم (في الولاياتالمتحدة) لتقسيم جماعاتنا المقاتلة المختلفة. لقد هزمتهم طالبان في ساحة القتال وهم الان يعملون على التوصل الى خروج مشرف من أفغانستان." وخلال زيارة للعاصمة الباكستانية اسلام اباد في الاونة الاخيرة قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الوقت حان لاشراك كل الجماعات المسلحة في المفاوضات. وتقول الاممالمتحدة ان العنف بلغ أسوأ مستوى منذ عام 2001 لكن تقريرا صدر مؤخرا لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قال ان العنف تراجع. وقال مجاهد ان طالبان أكتسبت ثقة بما يكفي لتخوض المعارك طوال العام. وكانت هجمات المسلحين تنحسر في الشتاء نظرا لان الثلوج في هذا الوقت تكسو الممرات الجبلية التي يستخدمونها في العبور من مخابئهم في باكستان. وقاري محمد مجاهد هو الاسم الحركي له في طالبان. وهو لا يرغب في استخدام اسمه الحقيقي خشية أن تعتقله أو تقتله القوات الغربية أو الافغانية. وقال مجاهد انه أصبح وثيق الصلة بزعيم طالبان الملا محمد عمر بمرور السنين وانه امضى وقتا في قندهار معقل طالبان حيث رأى ذات مرة أسامة بن لادن زعيم القاعدة السابق وعددا من انصاره من المقاتلين العرب. وقال مجاهد ان أنصاره احتجزوا الصحفيين الفرنسيين ايرفيه جيسكيير وستيفان تابونييه في أفغانستان لمدة عام ونصف العام قبل الافراج عنهما في يونيو حزيران. وأضاف "الصحفيان الفرنسيان اللذان تشير اليهما لم يبلغانا قبل المجئ الى مناطقنا. كان من الممكن أن يكونا جاسوسين لان الاعداء كثيرا ما كانوا يتجولون في مناطقنا متنكرين كصحفيين. لم نعلم أنهما صحفيان