قاد شخص أراد الانتحار سيارته في العاصمة الإسبانية مدريد أول من أمس، على «الطريق السريع» في الاتجاه المعاكس، غير أنه بدلا من أن يموت، اصطدم بسيارة أجرة (تاكسي)، فقتل سائقها (58 سنة)، وتسبب في اصطدام عدة سيارات، جرح بعض ركابها، لكنه خرج من كل ذلك سليما. الانتحاري الفاشل د. س (32 عاما) انطلق بسيارته عدة كيلومترات قبل صدمه سيارة «التاكسي» التي تحطمت مقدمتها، وقتل سائقها واسمه أدولفو أولايا (58 سنة)، الذي فارق الحياة بعد الحادث بنصف ساعة، متأثرا بجرحه، في حين نجا «الانتحاري». حسب تقرير الشرطة، بين الفحص الأولي أن «الانتحاري» تناول أضعاف النسبة المسموح بها من الكحول؛ إذ أوضح مصدر في فريق التحقيق، أنه تناول خمسة أو ستة أقداح من الويسكي قبل ساعة أو ساعتين من الحادث. وتابع المصدر أنه من سكان مدينة طليطلة، القريبة من مدريد، كما أنه ليس من أصحاب السوابق. وذكر أنه كان يغمض عينيه بين فترة وأخرى أثناء التحقيق؛ بل كان ينام أحيانا من شدة السكر، وتم تسجيل عدة اتهامات ضده؛ منها السير في الاتجاه المعاكس للمرور، وتعريض السلامة العامة للخطر، وقيادة السيارة مخمورا، وتسببه في مقتل شخص وجرح آخرين، وصدمه عددا من السيارات. يذكر أن القانون الإسباني يعاقب بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة 288000 يورو، من يحاول الانتحار بقيادة السيارة في اتجاه معاكس. ولوحظ ارتفاع نسبة الانتحار بهذه الطريقة خلال السنوات الأخيرة؛ إذ في حين قتل تسعة أشخاص في إسبانيا بهذه الطريقة عام 2008، ارتفع العدد إلى 35 عام 2010. ووفق إحصاءات إقليممدريد، بلغ عدد الذين أوقفوا خلال شهر أغسطس (آب) الماضي وهم يقودون سيارتهم مخمورين في الإقليم 453 سائقا، وبلغ عدد حوادث الطرق التي سببها مخمورون خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام 805 حوادث.