شنت عدة صحف ومجلات استرالية حملة شعواء على الطريقة التي تعامل بها الخراف الاسترالية المصدرة الى دول الشرق الاوسط منذ وصولها الى البلد المستورد الى ان يتم ذبحها، مشيرة الى ان مئات الالاف من رؤوس الماشية ترسل كل عام من ولاية تسمانيا الى ولاية فكتوريا، حيث يباع جانب كبير منها الى تجار المواشي الحية ثم التصدير الى الخارج، دون التحري عن الطريقة التي تعامل بها والتي تتسم بنوع من الوحشية – حسب قول الصحيفة - ووفقا لتقارير صادرة عن مجموعات الرفق بالحيوان في تلك الدولة التي تعتبر اكبر دولة منتجة ومصدرة للماشية في العالم. فقد ذكرت صحيفة «ايكسامينار» الاسترالية ان الهيئات التابعة لحكومة ولاية تسمانيا الاسترالية خاصة وصناعة المواشي في استراليا بصورة عامة لا تعلم عدد الخراف التي ستشحن من هذه الولاية الى دول الشرق الاوسط لذبحها في موسم الاضاحي وعيد الاضحى لهذا العام، لاسيما في غمرة التحقيقات التي كشف النقاب عنها في نوفمبر الماضي والتي تحدثت عن تعرض هذه الخراف لمعاملة وحشية». واضافت الصحيفة انه فيما تستمر هذه الممارسة، فان ثمة لجنة برلمانية استرالية تجري تحقيقا في الامر، ومن المقرر ان تصدر تقريرها في الثاني عشر من اكتوبر المقبل، وذلك في ضوء ما قاله محقق حماية الحيوان في استراليا الضابط لين وات حيث تحدث عن اكتشافه حالات تعرضت خلالها الخراف الاسترالية الى معاملة وحشية خلال موسم عيد الاضحى الماضي. شجب وتأييد واشارت الصحيفة الى ان استراليا صدرت العام الماضي قرابة 3 ملايين راس من الخراف، كانت منطقة الشرق الاوسط الوجهة الرسمية لمعظمها وفقا لبيانات مجلس الاحصاءات الاسترالي، موضحا ان اكثر من 1.5 مليون رأس منها صدرت الى الكويت والبحرين، حيث اجرى الضابط لين وايت تحقيقه في نوفمبر الماضي. ومضت الصحيفة الى القول انه خلال الاشهر الستة الاولى من عام 2011، صدرت استراليا 1.176 مليون راس من الخراف الحية، منها 325 الفا من ولاية فيكتوريا كان معظمها متجها نحو الشرق الاوسط. وقد تفاوتت المواقف بين الشجب والحياد لدى المعنيين في هذا الشان على صفحات معظم الصحف والمجلات الاسترالية هذا الموضوع. وقد نشرت مجموعة صحف منها فارم ويكلي، وملبورن ايج، وبورت لنكولن ذات المقال على صدر صفحاتها يوم الاحد الماضي، وفي هذا السياق قالت مجلة ماروندا الاسبوعية انه ربما يضطر مصدرو الخراف الاسترالية الى تتبع مسيرة كل حيوان يصدر الى الخارج منذ مغادرته استراليا حتى وصوله الى نقطة الذبح في البلد المستورد، وذلك لضمان حصول هذه الحيوانات على معاملة «تتسم بالرحمة» وذلك اذا ما اقرت التوصيات المعروضة ضمن تحقيق في دوائر الحكومة الفيدرالية الاسترالية. اضرار بالعلاقات وقالت الصحيفة ان جهود بيل فارمر المتحمس لهذا الموضوع، والتي تطالب بفرض قوانين تتبع الخراف، على غرار قانون تتبع الابقار المصدرة الى اندونيسيا الذي صدر في اعقاب تقرير تلفزيون بثته محطة أي بي سي خلال هذا العام وكشف عن معاملة وحشية للغاية حسب قول الصحيفة، قد تسفر عن الاضرار بالعلاقات مع شركاء استراليا التجاريين لاسيما وان نحو 2.9 مليون راس صدرت في عام 2010 كان %70 منها من نصيب الكويت وقطر والبحرين، في حين استوردت كل من السعودية والاردن والامارات كميات اقل. من ناحيته، دافع رئيس مجلس مصدري المواشي الاسترالي لاش ماك كينون عن الدول المستوردة للمواشي الاسترالية في الشرق الاوسط قائلا ان فرض مثل هذه القيود او القوانين سيكون باهظ الكلفة على صناعة الماشية بمجملها «حيث ان دول الشرق الاوسط تتبع هذه الطريقة في الذبح منذ اكثر من 2000 عام، ومن المؤكد انها لن تقبل باملاءات خارجية حول كيفية تغذية شعوبها، ولكننا على أي حال سنناقش هذا الامر معهم».