(شرق)- القاهرة - أدى رفع أذان في غير وقت الصلاة ومختلف عن الذي اعتاده المصريون في مساجدهم إلى قيام الأجهزة الأمنية بتوقيف عدد من الطلاب العرب بينهم عراقيون وجنسيات خليجية أخرى بتهمة تشكيل تنظيم سري للترويج لمذهبهم في محافظة 6 أكتوبر، جنوب العاصمة المصرية. وكشفت تحريات المباحث أن هؤلاء الطلاب كان يقودهم عراقي، وأنهم تمكنوا من تشكيل التنظيم داخل الجامعات الخاصة بالمحافظة، ويجمعون التبرعات من أعضائه لبناء مسجد خاص بهم يمارسون فيه شعائر مذهبهم. وكان أهالي المنطقة قد فوجئوا بسماع صوت مؤذن في غير ميقات الصلاة بين وقتي الظهر والعصر الأسبوع الماضي في مسجد بالحي ال11 بمدينة 6 اكتوبر، بزيادات لا يحتويها الأذان الذي ترفعه مساجد السُّنة، فهرعوا إليه واشتبكوا مع عدد من الطلاب العراقيين والخليجيين الذي كانوا بداخله لإقامة شعائر مذهبهم الشيعي، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي قامت باحتجازهم بمديرية أمن المحافظة. وتحفل مدينة 6 اكتوبر، وهي عاصمة لمحافظة جديدة تحمل الاسم نفسه، ببعض الجامعات الخاصة، ويقطنها أعداد كبيرة من العراقيين المهاجرين من بلادهم بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، وتقدرهم بعض الأوساط المصرية ب50 ألف مهاجر، يتملك رجال أعمال منهم مشاريع استثمارية ما بين محال السوبر ماركت والمقاهي. وقال مصدر أمني إنه جار التحقيق مع جميع الطلاب الموقوفين وإجراء التحريات عنهم، حيث تبين أنهم من الشيعة، ويدرسون في الجامعات الخاصة بالمحافظة، وتربطهم علاقات مع بعض الشيعة العراقيين الذين يقطنون مناطق مختلفة بمحافظتي القاهرة والجيزة. ولم تعلن الأجهزة الأمنية حتى هذه اللحظة تفاصيل أكثر عن هذا التنظيم لحين اكتمال تفاصيله، وما إذا كان مرتبطاً بتنظيم خلية حزب الله اللبناني التي ضم ضبطها أخيراً أم لا. وكانت وزارة الأوقاف المصرية رفضت في وقت سابق الموافقة لبعض الشيعة المقيمين في المحافظة على بناء مسجد لهم. وجود شيعي في 6 أكتوبر من جانبه أكد الدكتور علاء الدين ماضي أبوالعزايم شيخ الطريقة العزمية أن "هناك وجوداً شيعياً في محافظة 6 أكتوبر، يحملون جنسيات عراقية وإيرانية لكن ليس لهم أي نشاط أو أثر يذكر، بل يكتفون فقط بممارسة شعائرهم الدينية ويصلون في مساجد المحافظة، لكن ليس لهم حسينيات أو مساجد خاصة". وأضاف أبوالعزايم "لا أعتقد أن الشيعة الموجودين في مصر تربطهم أي علاقة بتنظيم حزب الله اللبناني الذي تم الكشف عنه أخيراً". وقال الدكتور جمال المراكبي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة بمصر إن هناك "خلايا شيعية في مصر خاصة بين الطرق الصوفية، وقد انتشرت هذه الخلايا من خلال مشاهداتي الشخصية بين الطبقات الفقيرة في المجتمع المصري خاصة بين فئات الحرفيين". وأضاف المراكبي "لقد حذرت الأجهزة الأمنية في مصر من هذه الخلايا التي تستغل عاطفة المصريين تجاه آل البيت، وهذه الأجهزة أكدت لي أنها ترصد جميع تحركات هذه الخلايا". فيما قال محمد الشهاوي رئيس اللجنة المكلفة بإدارة شؤون مجلس الطرق الصوفية إنه توجد بالفعل محاولات لاختراق الطرق الصوفية في مصر، مضيفاً أنه "لاحظ من بعض المريدين في هذه الطرق سلوكيات غريبة". وطالب الشهاوي الحكومة المصرية بدعم الطرق الصوفية مادياً ومعنوياً حتى لا ينحرف أعضاؤها البالغ عددهم 10 ملايين صوفي في مصر يتبعون 72 طريقة. ويدين معظم مسلمي مصر بالمذهب السني، فيما توجد أعداد قليلة من المتشيعين حديثاً خلال السنوات الماضية، ولا توجد احصاءات رسمية لهم، وإن قدرتهم بعض المصادر بعدة مئات من المصريين، إلا أن المهاجرين العراقيين زادوا من عدد السكان الشيعة، حسب تقارير صحافية.