(شرق)- الناصرية - طالب أكثر من مليون عراقي من ذوي البشرة السمراء، من السنة والشيعة، باعتبار السود أقلية كبرى من أقليات المجتمع العراقي لهم ما للآخرين من حقوق تتعلق بتمثيلهم في مجلس النواب أو مجالس المحافظات أو الحكومة. جاء ذلك في لقاء مع عبدالحسين عبدالرزاق الأمين العام لحركة العراقيين الحرة التي انبثقت في الناصرة عام 2005 وتمثل السود العراقيين، والذي أكد المطالب التي تضمنتها مؤتمرات الحركة وتجسدت في دعوة البرلمان العراقي لتقديم الاعتذار للسود في العراق عن الجرائم التي ارتكبت بحق إنسانيتهم وتعويضهم عن ما فاتهم من فرص الحياة بسبب النظرة المتخلفة والتعامل اللاإنساني الذي كان يعاملون به. تهميش سياسي وقال عبدالرزاق إنه من أجل هذه الاهداف قررت حركة العراقيين الحرة المشاركة في العملية السياسية الذي دفعها بالمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات مطلع العام الحالي ضمن قائمة المشروع الوطني التي يرأسها الدكتور صالح المطلك، وذلك بحكم الضرورة حيث لم يكن عند الحركة ما تدفعه للمفوضية العليا للانتخابات من مبلغ قدره 3 ملايين دينار عراقي، لذلك لم تحقق الحركه أي نتائج تذكر بسبب معارضة اهل الجنوب في العراق لتوجهات صالح المطلك. وأكد عبدالرزاق استعداد الحركة للدخول في المعركة الانتخابية القادمة للبرلمان العراقي بقائمة منفردة لتعزيز موقفها. وأشار إلى الاحصائيات التي قامت بها الحركة الممثلة للسود وأفادت بأن عددهم في العراق يزيد على المليون نسمة وهم من اصول افريقية، وقد تم جلب اسلافهم عبر مراحل تاريخية مختلفة، ويتمركزون في محافظات البصرة وذي قار وميسان وبغداد، كما توجد تجمعات قليلة في قضاء عين التمر في بغداد وقضاء الحي في محافظة واسط ومنطقة ربيعة في الموصل. ولم يكن التفكير بتأسيس حركة سياسية ترعى مصالح ذوي البشرة السوداء في العراق وتدافع عن حقهم في مساواة اجتماعية وسياسية واقتصادية فعلية وليدة الانقلاب الكبير الذي شهده العراق بعد التاسع من أبريل/نيسان عام 2003، وذلك باحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وزوال نظام حكام الحزب الواحد، فعبر التاريخ كانت هناك محاولات كثيرة قام بها أشخاص تحسسوا أي ظلم كان قد وقع على أبناء هذه الشريحة. وبحسب عبدالرزاق يشكل السود في العراق ثاني اكبر اقلية بعد الاكراد الامر الذي دفعهم لتشكيل حركة أحرار العراق التي رأت النور عام 2005، حيث عقدت المؤتمر التأسيسي الاول بمحافظة الناصرية. زنوج العراق تاريخياً وعاش السود ظروفاً اجتماعية وسياسية واقتصادية ومهنية قاسية، فقد استخدموا لفترات تاريخية خدماً وعبيداً في بيوت الأمراء والسلاطين وشيوخ العشائر وأصحاب النفوذ والجاه. ونتيجة لهذه الاوضاع فقد ظل السود دون كل ابناء المجتمع العراقي اقل مقاماً، فلم يتح لاحد منهم ان يرتقي منصباً او يقلد وظيفة من وظائف الدولة المهمة، وفي الوقت نفسه فلم يظهر بينهم من هو مزارع كبير او رجل اعمال او رأسمالي معروف، ونتيجة لهذه الظروف فقد انخرط ابناؤهم في سلك الشرطة والجيش، فيما عمل آخرون في وظائف خدمية صغيرة كالحراسة والمصانع الشعبية والمطاعم. وجواباً عن السؤال الذي طرح على مجاميع متفرقة من اساتذة وطلبة كلية الاداب في جامعة ذي قار، اكد بعضهم ضرورة ان يأخذ ذوو البشرة السمراء دورهم، وأشاروا إلى انهم متميزون، فأكثرهم يلعب كرة القدم بشكل جيد ويمثلون اندية المحافظات الجنوبية وحتى في المنتخب العراقي، والاخر يجيد الرقص والغناء والتمثيل. وقالت الطالبة صفاء كاظم (22 سنة) وهي من ذوي البشرة السوداء "لا أشعر بأي فوارق مبنية على أساس اللون.. ولا أشعر بأي اضطهاد، وأنا أعارض فكرة ان تكون مؤسسة للسود في العرق لانها تكريس للتفرقة". يذكر أن "حركة العراقيين الحرة" احتفلت بفوز باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة بإقامة حفل موسيقي في محافظة البصرة. ويوجد الزنوج في العراق منذ عام 14 هجرية، عندما استقدمهم ملاكو الأراضي من إفريقيا للزراعة. وشهدت مدينة البصرة في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) ما عرف ب"ثورة الزنج"، الذين ثاروا على المالكين وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة) قبل أن تنهار حركتهم بعد أقل من عقدين، وذلك عندما جندت الدولة العباسية كل إمكاناتها، فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها.