قال داعية الاصلاح المصري البارز محمد البرادعي انه يتوقع مظاهرات كبيرة في انحاء مصر يوم الجمعة وان الوقت حان لتقاعد الرئيس حسني مبارك. وغادر البرادعي (68 عاما) يوم الخميس فيينا التي يعيش فيها متوجها الى القاهرة للانضمام لموجة متصاعدة من الاحتجاجات ضد مبارك والتي تستلهم تجربة التونسيين في الاطاحة برئيسهم. وقال البرادعي لرويترز انه لن يقود مظاهرات الشوارع لكن دوره هو " ادارة التغيير سياسيا". ونقلت قناة العربية التلفزيونية عن البرادعي الذي نظم العام الماضي عددامن التجمعات الحاشدة للمطالبة بالاصلاح السياسي في مسقط رأسه قوله انه مستعد لتولي السلطة خلال فترة انتقالية اذا طلب منه المتظاهرون ذلك. ومن الممكن ان يمثل وصول البرادعي للقاهرة أهمية للحركة الاحتجاجية التي ليس لها قائد حتى الان رغم أن الكثير من النشطاء مستاءون من فترة غيابه الطويلة على مدى الشهور الماضية. وطالب البرادعي خلال اتصال هاتفي مع رويترز المحتجين بالتظاهر السلمي وقال ان أي استخدام للقوة من قبل السلطات ستكون له "نتائج عكسية سيئة". وقال البرادعي "كسر الناس ثقافة الخوف وبمجرد أن تكسر ثقافة الخوف ليست هناك رجعة." وأضاف "اعتقد اننا سنشهد حتما حدوث تغيير." وأوضح البرادعي الذي أشار الى امكانية ترشحه للرئاسة اذا اجريت تغييرات ديمقراطية ودستورية ان مبارك ينبغي ألا يترشح للرئاسة مرة اخرى. وقال البرادعي ان مبارك "خدم البلاد لثلاثين عاما وحان الوقت لتقاعده." ومضى يقول "أعتقد أن عليه اعلان أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى ( للرئاسة)." وتابع "اتوقع اننا سنشهد فريقا جديدا وتركيبة جديدة وهيكلا ديمقراطيا جديدا." ومن المقرر اجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في سبتمبر ايلول ولم يعلن مبارك (82 عاما) ما اذا كان سيرشح نفسه مرة اخرى. واللوائح السياسية في مصر تجعل من الصعب على اي شخص بخلاف مرشح الحزب الحاكم الترشح للانتخابات ناهيك عن الفوز. وشن البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام حملة من اجل التغيير السياسي في مصر العام الماضي أملا في ان تشحذ مكانته الدولية المعارضة. لكن الكثير من الناشطين قالوا منذ ذلك الحين انه كان يجب ان يمضي في الشارع وقتا اطول من الذي امضاه في الخارج. وقال البرادعي انه يجب أولا وضع دستور جديد واجراء اصلاحات سياسية وديمقراطية اخرى وان هذا يجب ان يحدث في فترة انتقالية تتراوح بين ستة أشهر وعام. وقال "الاولوية الاولى بالنسبة لي هي نقل البلاد من النقطة ألف الى النقطة باء ووضع اطار عمل يضمن ارساء ديمقراطية فعالة." وأضاف انه "اذا اراد الناس مني (بعد ذلك) الترشح فلن اخذلهم لا سيما الشباب." وعرضت قناة العربية على شاشتها تصريحا على لسان البرادعي يبدي فيه استعداده لتولي الحكم لفترة انتقالية في حال طلب الشارع ذلك. ولم تذكر القناة اي تفاصيل اخرى. وتصاعدت منذ يوم الثلاثاء حدة المظاهرات التي تطالب باستقالة مبارك في عدة مدن مصرية ووقعت اكبر الاشتباكات في القاهرة والسويس. ويتولى مبارك السلطة منذ عام 1981. وشهدت المظاهرات التي لم يسبق لها مثيل خلال حكم مبارك لدولة تعد حليفا مهما للولايات المتحدة استخدام قوات الشرطة للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة وقنابل البنزين. وقال البرادعي "انهم يتهمون الناس ويعتقلونهم لكن ذلك سيأتي بنتائج عكسية.. استخدام العنف سيأتي بنتائج عكسية سيئة." وأعلنت صفحة على موقع الفيسبوك ان المظاهرة المقررة غدا الجمعة نالت تأييد 55 ألف شخص في اقل من 24 ساعة. وقال البرادعي "اعتقد ان مظاهرات كبيرة ستخرج غدا في كل انحاء مصر وسأكون معهم هناك." وأضاف البرادعي لرويترز "سأكون معهم في الاحتجاجات لكن لن أكون الشخص الذي سيقود (المظاهرات) في الشارع... مهمتي هي ادارة التغيير سياسيا." وحين سئل عما اذا كان من الممكن اعتقاله لدى وصوله الى القاهرة قال البرادعي ان مثل هذه الخطوة ستجعل الاوضاع "اسوأ كثيرا كثيرا بالنسبة لهم."