(شرق) -دبى -كشف القائد الميداني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب محمد العوفي الذي غُرر به للانضمام إلى صفوف القاعدة في اليمن عن وجود مخططاتٍ ومؤامراتٍ أعدتها استخبارات دول أجنبية لضرب مصالح نفطية في السعودية. وقال العوفي في اعترافاته إن تنظيم القاعدة كان يخطط لاعتماد استراتيجية جديدة لتنفيذ أعمال إرهابية داخل السعودية تقوم على مبدأ استنزاف الدولة من خلال تشكيل سرايا (مجموعات أفراد) تترصد أهدافًا في مختلف أنحاء البلاد قبل أن تعرضها على قيادة التنظيم داخل الأراضي اليمنية، وبعد ذلك يتم وضع الخطط المناسبة للتنفيذ، وعند الانتهاء تعود تلك السرايا إلى اليمن، مما سيظهر فشل السلطات السعودية أمام الرأي العام في القبض على المنفذين، بحسب تلك الاستراتيجية. وقد كشف العوفي عن علاقة الاستخبارات الإيرانية والمتمردين الحوثيين بتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" واستعدادهم لمدِّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية. وكان العوفي أحد أفراد الدفعة العاشرة من المعتقلين السعوديين الذين تمكنت السلطات السعودية من استعادتهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، وخضع لبرنامج التأهيل في الرياض، إلا أنه بعد ذلك تسلل برفقة سعيد الشهري الملقب ب"أبو سفيان الأزدي" والمطلوب الرقم 31 في قائمة ال85، وتركي عسيري ومرتضى مقرم "مطلوبين أمنيًّا" إلى اليمن عبر الحدود السعودية - اليمنية، وغرر بهم الشهري للانضمام إلى صفوف "القاعدة" في اليمن من خلال الفتاوى التكفيرية التي يتلوها عليهم، وذلك بعدما أفرجت عنهم السلطات السعودية بحكمٍ قضائي. وانضم الرباعي (العوفي والشهري وعسيري ومقرم) إلى صفوف التنظيم منذ خمسة أشهر وكانت تربط الرباعي علاقة قوية منذ أن كانوا في معتقل غوانتانامو، وكان الشهري يحمل الفكر التكفيري منذ فترةٍ طويلة، وتولى عملية التنسيق عندما كان في إيران لدخول المقاتلين إلى أفغانستان، واستطاع الشهري أن يغرر بزميله العوفي وأشخاص آخرين ب"القاعدة". وذكرت مصادر أن العوفي استطاع أن يعيد ترتيب أوراقه بعد أن دخل في دوامة التحريض التكفيري، وخاصةً عقب تحريضه على المقطع المرئي الذي ظهر فيه، وهو يحمل قنبلة يدوية أطلق عليها قنبلة الانتحاري علي المعبدي، الذي فجر نفسه في مجمع المحيا السكني في 2003، إضافةً إلى اكتشافه أمورًا مختلفة خلال انخراطه في التنظيم وانضمام جنسيات مختلفة من بينها إيرانيون. وأخضعت السعودية العائدين لبرنامج مناصحة لإعادة تأهيلهم ومساعدات مالية لبدء حياة جديدة، غير أن المملكة قالت في يناير الماضي بأن بعض الذين أفرج عنهم انضموا مجددًا إلى جماعات متشددة، وأنها أعادت اعتقال تسعة بينهم عائدون من غوانتانامو.