غطس مسؤول كبير في محافظة جنوبسيناء المصرية في نفس المكان الذي التهمت فيه سمكة القرش سائحة ألمانية في أحد منتجعات شرم الشيخ. جاء ذلك أثناء عقد اللواء أحمد الاتكاوي، سكرتير عام المحافظة، مؤتمراً صحافياً على ظهر "لانش" بالبحر الأحمر أعلن فيه فشل السلطات في الوصول إلى أي نتائج بخصوص هجمات أسماك القرش على شواطئ شرم الشيخ خلال الأيام الأخيرة والتي أسفر عنها إصابة 4 سائحين في الأسبوع الماضي ومصرع ألمانية في أوائل الأسبوع الجاري. من جهته، أعلن مسؤول بوزارة السياحة المصرية أن السلطات المصرية ستقوم بدفع تعويضات مالية للسياح الروس المتضررين من هجمات أسماك القرش بمنتجع شرم الشيخ المصري المطل على خليج العقبة. وقال مستشار وزير السياحة المصري حلمي بدير في مؤتمر صحفي بموسكو: "سيحصل كل سائح من السياح الروس المتضررين من هجمات أسماك القرش على تعويض قدره 50 ألف دولار من الحكومة المصرية". وشهد منتجع شرم الشيخ خلال الأسبوع الماضي ما لا يقل عن أربع هجمات من أسماك القرش على السياح مما أسفر عن إصابة ثلاثة سياح روس وآخر أوكراني بجروح خطيرة وعاهات. كما لقيت سائحة ألمانية (70عاما) حتفها في الخامس من الشهر الاجري بعد تعرضها لهجوم من سمكة قرش بالقرب من شاطئ فندق في خليج نعمة. وقال باحثون في الأحياء البحرية إن القروش تشم رائحة هرمون الخوف عند الإنسان، وإن الدماء تثيرها وتجعلها تهاجم أي شيء يقابلها، وتسمع حركة الأحياء الأخرى على بعد كيلو مترين. وفي تقرير بثته قناة "العربية" من مدينة شرم الشيخ، تحدث مع مجموعة من السائحين الذين قالوا إنهم لا يشعرون بأي رعب وإن وجودهم في المدينة لم يتأثر. ونقل اتهامات ساقها البعض من العاملين المصريين في المدينة ضد وزارة البيئة. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" الأربعاء 8-12-2010 عن مصدر في اللجنة العلمية التي قامت بفحص شواطئ المدينة أن فريق البحث العلمي المصري لا يضم علماء متخصصين في هجوم أسماك القرش، لأن هذا التخصص لا يوجد في مصر، ولذلك استقدمت المحافظة علماء من الخارج على نفقة وزارة السياحة، بالإضافة إلى مركب سويدي لمسح قاع البحر. استقدام فريق من العلماء الأمريكيينوقال هشام جبر، رئيس مجلس إدارة غرفة الغوص والأنشطة البحرية بمحافظة جنوبسيناء، إن وزير السياحة استجاب لطلب الغرفة استقدام فريق من العلماء الأمريكيين، لصد هجوم أسماك القرش. ويضم الوفد الأمريكي ماري لافي، رئيسة معهد أبحاث القروش بجامعة برنستون، ورالف كولييه رئيس لجنة أبحاث القروش في لوس أنجلوس، والدكتور جورج بوركيس مدير معهد العلوم الطبيعية بفلوريدا. وأضاف أن مركب الأبحاث السويدية الموجود في مياه خليج العقبة استجاب لطلب المساعدة الذي تقدمت به الغرفة، ووصل لميناء شرم الشيخ البحري بعد الحصول على التصريحات اللازمة، وبدأ عمله في مسح طوبوغرافي لقاع الخليج في مناطق تواجد الأحياء المائية. ورفضت إسرائيل الادعاءات المصرية بأن الموساد هو المسؤول عن سلسلة هجمات أسماك القرش في البحر الأحمر، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، إيجال بالمور، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن البعض ربما رأى إسرائيليين أكثر من مرة بالمنطقة، ما ساعد على خلط الحقيقة بالخيال. القروش تعيش في حالهاوحذرت الدكتورة ناهد عبده، أستاذة علم الحيوان بجامعة عين شمس رئيس جمعية محبي المحميات الطبيعية، من التسرع في التعامل مع ظاهرة هجوم أسماك القرش في مدينة شرم الشيخ على بعض السياح. وأوضحت لصحيفة "الشروق" المصرية أن البحر الأحمر به ما بين 5 و6 أنواع من أسماك القرش منها الصغير والكبير، ومن أشهرها "القرش ذات الزعنفة والقمة البيضاء"، ونوع آخر مشابه له "ذات القمة السوداء"، مشيرة إلى أن النوع الأخير أكثر خطورة؛ لأنه قادر على السباحة بين الشعاب المرجانية، حيث تعيش الأسماك الصغيرة، على عكس معظم أسماك القرش التي لا تقدر على الاقتراب من الشعاب المرجانية. وأشارت إلى نوع آخر هو "القرش المربى" المعروف بأنه هادئ في سلوكه، حيث يسير بصحبته عدد من الأسماك الصغيرة في حماه، لذلك أطلق عليه هذا الاسم، بالإضافة إلى "القرش النمر" الذي يشبه جلده حيوان النمر. وتحدثت عن أنواع خطيرة من القروش هي "القرش الأبيض"، و"القرش الحوت" الذي يقترب شكله كثيراً من شكل الحوت حتى إن البعض يعتقد أنه حوت. وأكدت أن أغلب القروش تعيش في حالها فيما عدا نوعين أو ثلاثة، على حد قولها، موضحة أن أسماك القرش بشكل عام لا تهاجم البشر إلا إذا شعرت بخوف منهم، حيث يوجد لديها صفوف أسنان قوية جداً تقدر أن تهاجم بها وتقطع عضواً من الجسم "لكن تلفظه في ما بعد"، حيث إنها معتادة على أكل الأسماك فقط، محذرة من مخاطر إلقاء دماء في المياه لأنه يثير القروش. ووصفت مهاجمة أسماك القرش للسائحين بأنها "سلوك غير طبيعي وتفسيرها بحاجة لفريق عمل متخصص ولديهم معرفة تامة بالقروش وسلوكياتها يدرس الأمر على أرض الواقع، يغطس في المنطقة أكثر من مرة لمعرفة حقيقة الأمر". وحذرت رئيس جمعية محبي المحميات الطبيعية من إبادة أسماك القرش في المنطقة، قائلة "إذا كان القرش الواحد يستطيع أكل 10 كيلوغرامات من السمك وأنا قتلته إذن سيتكاثر النوع الذي كان يتغذى عليه القرش، ويبدأ يأكل أنواعاً أخرى ما سيحدث خللاً في التوازن البيولوجي للكائنات الحية بالبيئة البحرية". تجذبها رائحة الدموتنتمي القروش إلى طائفة الأسماك الغضروفية، التي يكون هيكلها غضروفياً بالكامل، وقد يتكلس في بعض أجزائه ولكن العظم الحقيقي لا يتكون فيها أبداً والجسم مغطى بحراشف درعية مدببة وتكون متجهة نحو الذيل. ويوجد تقريباً أكثر من 350 نوعاً من القروش في العالم والخطرة منها تمثل 12 نوعاً، ويتراوح طول القرش من 25 سم إلى 17 متراً، وتعد أسنانها هي السلاح البتار الذي تستخدمه في قضم فريستها، كما أن لديها سلاحاً آخر ألا وهو القشور المتحورة وتعرف بالحراشف والتي تكون دقيقة ومدببة ومتجهة ناحية الذيل والتي تحدث جروحاً بالجسم بمجرد الاحتكاك بها، حيث تشبه ورق الصنفرة. وللقروش حاسة شم قوية، حيث تجذبها رائحة الدم وتجعلها تهاجم أي شيء يقابلها حتى إنها تهاجم بعضها بعضاً، كما أنها تشم رائحة هرمون الخوف لدى الإنسان، والقروش تنجذب للون الأبيض واللامع تحت الماء لذلك نرى الغواصين والضفادع البشرية يرتدون البدل السوداء الداكنة حتى لا تراهم القروش، وللقروش حاسة سمعية قوية تستطيع سماع حركات الأحياء الأخرى من على بعد كيلومترين تقريباً. ولوجود القروش في البيئة البحرية أهمية، حيث تقوم بمنع الازدحام غير المتزن لأنها تتغذى على الأسماك الضعيفة والمريضة لتمنع انتشار الأمراض في البيئة البحرية، وتختلف طريقة الهجوم من نوع لآخر ومن وقت لآخر. ومن جهته قال مدرس الصحافة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة فراس الأطرقشي في مقال بصحيفة "هافينغتون بوست" الإلكترونية الأمريكية إن إسرائيل تطلق أسماك قرش جائعة في البحر الأحمر كي تهاجم السائحين على الشواطئ المصرية، في محاولة لإضعاف صناعة السياحة المزدهرة في مصر. ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في مجال السياحة بشرم الشيخ قوله إن إسرائيل تريد أن تُفقد مصر واحداً من مواردها الاقتصادية الأكثر حيوية، وهي السياحة، حتى لا تتمكن (مصر) من التركيز على القضية الفلسطينية". وكان محافظ جنوبسيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة صرح بأن ما يتردد عن إلقاء (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي - الموساد) سمكة القرش القاتلة لضرب السياحة في مصر "أمر غير مستبعد، ويحتاج لوقت للتأكد". وهو التصريح الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون ب"السخيف جداً لدرجة لا يمكن معها التعليق عليه"، بحسب ما نقلته عنهم صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الثلاثاء 7-12-2010.