(شرق) أ. ف. ب - بعد اكتشاف حوالي 500 كوكب من خارج النظام الشمسي، لكنها تقع ضمن مجرتنا منذ عام 1995، رصد علماء فلك أوروبيون للمرة الأولى كوكبا من مجرة أخرى. أطلق على هذا الكوكب، وهو من خارج نظامنا الشمسي ومجرتنا، اسم «اتش آي بي 13044» ويقع في مدار نجمة بعيدة باتت في نهاية مشوارها تقع على مسافة 2200 سنة ضوئية عن الأرض (السنة الضوئية توازي 9460 مليار كيلومتر)، في كوكبة الكور الجنوبية. ويقول الباحثون إن اكتشافهم الأخير مختلف، لأن الكوكب يدير شمساً تنتمي إلى مجموعة من النجوم تسمى «تيار هيلمي»، وكانت تنتمي إلى مجرة قزمية منفصلة، التهمتها مجرة درب التبانة قبل 6 إلى 9 مليارات سنة، عبر ما يمكن أن يوصف بأمر شبيه ب «آكل النجوم». ويعتقد أن كتلة الكوكب الجديد أكبر بمرة ونصف المرة من كتلة المشتري، وهو كوكب غازي يعتبر الأكبر في نظامنا الشمسي. وفي النقطة الأقرب الى مداره البيضوي يمر الكوكب على عُشر المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس، ويكمل دورته في 16.2 يوما فقط. يقول راينر كليمنت، عالم فيزياء الفلك في معهد ماكس-بلانك لعلم الفلك في المانيا والمشارك في الاكتشاف: «الاكتشاف مثير جدا. فالمسافات الشاسعة التي تفصلنا عن المجرات الأخرى منعت حتى الآن تأكيد رصد كواكب خارج النظام الشمسي وخارج مجرتنا، بيد أن عملية الدمج بين درب التبانة وهذه المجرة القزمية الأخرى جعلتنا قادرين على رصد هذا الكوكب». واكتشاف هذا الكوكب الخارج عن النظام الشمسي يثير اسئلة مهمة حول تشكل الكواكب الضخمة على ما يقول جوني سيتياون من معهد ماكس-بلانك المشرف الرئيسي على الأعمال. وهذه النجمة تتضمن - على ما يبدو - عددا قليلا من العناصر الثقيلة مثل المعادن، وفيها فقط الهيدروجين والهيليوم على ما يوضح هذا العالم. ويضيف عالم الفلك هذا: «هذا لغز لانه يتناقض مع المفهوم المعترف به بشكل واسع، حول تشكل الكواكب». وهذا الكوكب هو من الكواكب القليلة التي قاومت الفترة التي كبرت فيها نجمتها بشكل واسع جدا بعدما استهلكت كل وقودها، أي الهيدروجين، في وسطها. فخلال هذه المرحلة تتحول النجمة الى «كتلة حمراء ضخمة» وهو المصير المتوقع للشمس بعد حوالي خمسة مليارات سنة.