حث أنور العولقي، الواعظ المتشدد المطلوب حياً أو ميتاً من جانب السلطات الأمريكية واليمنية، رجال الدين المسلمين على الدعوة للجهاد ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. وفي تسجيل فيديو مدته 23 دقيقة وضع على مواقع إسلامية على الإنترنت الإثنين 8-11-2010، اتهم يمني الأصل أنور العولقي والذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً إيران بمحاولة بسط نفوذها بين العرب في منطقة الخليج. وتم تسجيل الفيديو فيما يبدو قبل مؤامرة فاشلة لإرسال طرود ملغومة على متن طائرات متجهة من اليمن إلى الولاياتالمتحدة. وقال العولقي إنه يتعين على أئمة المسلمين بذل مزيد من الجهد لتشجيع شن هجمات على القوات الأجنبية في الدول الإسلامية. وأضاف أن القاء الخطب من على المنابر لا يكفي وأن الكلمات التي لا تقترن بالأفعال أو تقدم للمجتمع خطوات عملية تقود للتغيير لا تفيد المسلمين في هذه الأوقات. ومضى يقول إنه يجب على المسلمين إما دعم "المجاهدين" والفوز بكل شيء أو خذلانهم وخسارة كل شيء. وفي الأسبوع الماضي بدأت محاكمة العولقي غيابياً بتهمة التحريض على العنف ضد الأجانب، ويوم السبت صدر أمر بالقبض عليه أو قتله. وكثفت واشنطن الضغوط على صنعاء لشن حملة صارمة على المتشددين في البلاد بعد اكتشاف مؤامرة الطرود الملغومة. ويحظى العولقي باحترام كبير في الأوساط الإسلامية باليمن، حيث يعتقد أنه يختبئ. ووصفت السلطات الأمريكية العولقي بأنه "إرهابي عالمي"، لكن صنعاء كانت عازفة فيما يبدو عن اتخاذ إجراء ضده. وربطت واشنطن بين العولقي والقاعدة فيما يتعلق بضلوعه في محاولة تفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولاياتالمتحدة في ديسمبر (كانون الأول) التي أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المسؤولية عنها. لكن العولقي لم يشر إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في أحدث تسجيل مصور بثته مواقع إسلامية، لكن لم تنشره أي من الفروع الإعلامية التابعة للقاعدة. ويشارك الشيعة في شمال اليمن في تمرد يندلع من وقت لآخر ضد الحكومة المركزية منذ سنوات، لكنهم رفضوا تأكيدات الحكومة بأنهم يلقون دعماً من إيران. واتهم العولقي إيران بمحاولة فرض نفوذها في المنطقة. وقال العولقي في التسجيل الذي ظهر فيه جالساً على منضدة وهو يرتدي الزي اليمني التقليدي أن أول ضحايا إيران هم المسلمون السنة في الخليج. وأضاف أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تسيطران أيضاً على اليمن، وأنه لن يمر وقت طويل قبل أن تنتهز إيران الفرصة لتحصل على "حصتها من الكعكة". ويحاول الرئيس علي عبدالله صالح احتواء حركة انفصالية في جنوب اليمن والتصدى لمشاكل اجتماعية واقتصادية عميقة، مثل الفقر والبطالة وتراجع موارد المياه.