(شرق)- واشنطن - انهى الرئيس الامريكي باراك اوباما اول 50 يوما له في الرئاسة حاول خلالها اصلاح العديد من القطاعات واخرها قطاع التعليم, فيما يواجه ازمة اقتصادية خطيرة. وفي منتصف الطريق لاول 100 يوم له في الرئاسة, اطلق اوباما حملة لاصلاح السياسة الامريكية الخارجية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وسياسة الطاقة, حتى ولو ان التفاؤل الذي ميز الولاياتالمتحدة بدأ يترنح تحت تاثير فقدان الوظائف المستمر وتدهور البورصة. وقال اوباما "في احدى المراحل في تاريخنا, يتحمل جيل من الامريكيين مسؤولية قيادة هذا البلد لتخطي اوقاتا صعبة.. وهذه مسؤولية وقعت على جيلنا. وسيتطلب مواجهة هذه المسؤولية اخراج الاقتصاد من ازمة لم يسبق لها مثيل في عصرنا". الاوقات الصعبة تتطلب ردا جريئا ويصر الرئيس على ان الاوقات الصعبة تتطلب ردا جريئا, ووعد بانفاق اكثر من ترليون دولار لانعاش الاقتصاد المتعثر, وانقاذ القطاع المالي وابقاء اصحاب القروض السكنية في منازلهم. وتمكن اوباما من تمرير خطة تحفيز الاقتصاد بقيمة 787 مليار دولار في الكونغرس, وانعش انقسام بعض اعضاء الكونغرس الجمهوريين اماله في ان يقود حقبة سياسية جديدة تتخطى الحزبية. كما امر بإغلاق معتقل غوانتانامو وادخل الولاياتالمتحدة في المعركة ضد الاحتباس الحراري واطلق موجة من الاصلاحات تستهدف قضايا مثل الرعاية الصحية والعجز في الميزانية. والاثنين الغى القيود التي فرضها بوش على التمويل الفدرالي لابحاث الخلايا الجذعية الجنينية. دوليا وعلى المستوى الدولي حدد اوباما موعدا لانهاء الحرب في العراق وهو 31 اغسطس/اب 2010 وامر بارسال 17 الف جندي امريكي اضافي الى افغانستان مع احتمال ارسال المزيد مع بدء مراجعة السياسة الامريكية في باكستانوافغانستان. كما وافق الرئيس على اجراء اتصالات استطلاعية مع اعداء الولاياتالمتحدة حيث دعا ايران الى حضور مؤتمر بشأن افغانستان وارسل مبعوثين الى سوريا. كما جدد المساعي الامريكية في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وحتى الآن فإن الناخبين الامريكيين يمنحون الرئيس الامريكي فرصة لاثبات نجاح سياساته، حيث بلغ مستوى الرضى عن اداءه نحو 60 بالمائة في معظم الاستطلاعات التي جرت، وهو المعدل المعتاد لاي رئيس جديد. الا انه حتى مساعدي اوباما يقولون ان فترة 50 يوما هي فترة قصيرة. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس أن "اوباما ادرك انه لا يمكن التغلب على كافة التحديات التي نواجهها خلال 50 يوما، وانه يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به". داخليا وتنذر الكثير من المؤشرات بالخطر للادارة الجديدة، فالبنوك التي ترزح تحت الكثير من الديون لا تزال مركزا للازمة الاقتصادية ولم يتضح ما إذا كانت الادارة تعرف كيفية اصلاح هذه الازمة. ولم يتضح ما اذا كانت الادارة الجديدة ستجد نفسها مجبرة على تأميم اجزاء من القطاع المصرفي بتخصيص عدة مليارات من الدولارات في انقاذها, كما لم يتضح ما اذا كانت تعرف كيفية التعامل مع الاصول الهالكة. ويبدو ان هذه الادارة ستواجه خيار ضخ المزيد من الاموال لانقاذ شركات السيارات الثلاث الكبرى في الولاياتالمتحدة. ورغم ان مسؤولي الادارة الامريكية ينفون ان تكون البورصة المتقلبة مقياسا لتقدم اوباما, الا ان الاسواق تعثرت خلال رئاسته. ففي 16 يناير/كانون الثاني, اخر يوم في التعاملات خلال ادارة بوش, اغلق مؤشر داو جونز الصناعي عند 8281,22 نقطة. وبعد 50 يوما من رئاسة اوباما اغلق المؤشر عند 6926,49 نقطة. كما ان ميزانية اوباما البالغة 3,55 ترليون تكشف عن خططه الكبيرة الا انها افزعت النقاد. وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن اول 50 يوما لاوباما في السلطة لشبكة سي ان ان الثلاثاء ان "الميزانية التي اقترحها لهذه البلاد راديكالية وممارسة غير مسؤولة في القطاع المالي".