تفجرت حقائق مثيرة حول حادث «اختطاف الطفلة روان»، إذ توصلت أجهزة الأمن إلى معلومات مؤكدة عن تورط الأب في حبك تمثيلية الاختطاف وعن سعيه إلى تقديم معلومات مغلوطة إلى جهات الاختصاص انتقاما من خادمته «راني» التي رفضت العمل معه وأوكلت المهمة إلى أخرى دون رضاه. وكانت شرطة جدة ارتابت في تصرفات الأب، إذ ساورتها الشكوك في التناقضات البائنة في أقواله، حيث أشارت إلى ذلك صراحة أمس عندما أبلغ المتحدث الرسمي المكلف الملازم أول نواف البوق «عن مستجدات محتملة قد تغير الوقائع وسير التحقيقات في اختفاء الطفلة روان». إلى ذلك، وجهت الشرطة أكثر من اتهام إلى الأب منها إزعاج السلطات العامة، تزييف الحقائق، الادعاء بخطف طفلة، إلى جانب ممارسات أخرى تتحقق منها السلطات التي تتحفظ على المتهم في شرطة الشمالية. وبحسب المعلومات، فإن التناقضات تمثلت في ادعاء والد روان عدم معرفته بمكان سكن خادمته ثم تراجعه، إلى جانب تخبطاته وارتباكه أثناء التحري والتحقيق. كما ارتاب رجال الأمن في بروده وهدوئه المريب أثناء تقديم البلاغ وخلال تسلمه لطفلته «المخطوفة»، إلى جانب عدم إظهاره لأي نوع من مظاهر الفرح لحظة وصول روان. وزادت المصادر أن الأب المتهم واصل تخبطاته وتناقضاته أمام المحققين الذين حاصروه بعشرات الأسئلة قبل كشف حقيقته ما دفع الأمن إلى إعادة استجواب السيدة التي استضافت روان في شقتها في حي مشرفة الشعبي فأدلت باعترافات مثيرة عن تمثيلية والد روان ومعرفته المسبقة بوجود طفلته في شقتها. وروت السيدة التي وصفتها صحف أمس بالمرأة الغامضة تفاصيل إحضار الطفلة إلى منزلها والسيناريو الذي سبق ذلك، فقالت للمحققين إن الأب المتهم ظل يستعين بخادمة إندونيسية تدعى «راني» لخدمة الطفلة بعد انفصاله عن زوجته «من ذات جنسية العاملة المنزلية»، لكنها فضلت الابتعاد وصرف النظر عن خدمة الطفلة برغم أنها كانت تتقاضى أجرا شهريا مقابل ذلك. وأفادت السيدة أنها استغربت حضور الأب مع رجال الأمن لاستلام الطفلة، حيث كان على علم بمكان وجودها وتخطيطه لذلك ودفعه مبالغ مالية نظير رعاية الطفلة والاعتناء بها. وكشفت التحريات أن الأب المتهم اقترن بسيدة إندونيسية من مخالفات أنظمة الإقامة غير أنه انفصل عنها وفضل الاستعانة بالخادمة راني لرعاية طفلته الوحيدة روان لكنها تخلت عن المهمة بعد ثلاثة أشهر بسبب حصولها على وظيفة في مكان آخر. الحقائق الجديدة والمثيرة دفعت رجال الأمن في شعبة البحث والتحريات إلى إعادة استجواب الأب المتهم فاعترف بكل أفعاله، مشيرا إلى صحة زواجه من إندونيسية وانفصالهما بعد ثلاث سنوات بسبب خلافات حادة. وأشار في أقواله إلى أنه بحث عمن يرعى طفلته الوحيدة فاستدل على الخادمة راني مقابل 500 ريال كأجر شهري وبعد ثلاثة أشهر أبلغته عن عدم رغبتها في مواصلة المهمة واقترحت عليه الاستعانة بسيدة من ذات الجنسية لكنه رفض ما دعا راني إلى تسليم الطفلة لسيدة مشرفة، فثارت ثائرته وحاول منعها بلا طائل فعمد إلى تقديم بلاغ ضدها واتهامها بخطف روان. وقال الناطق الإعلامي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، إن السلطات الأمنية تتحفظ على الأب المتهم في شرطة الشمالية لاستكمال الإجراءات.