إن هناك أمراضا اجتماعية تمزق أواصر المجتمع , وتودي به إلى الهلاك و الضياع إذا انتشرت فيه كالبطالة والتسول والعنف والسرقة وغيرها , وهناك أمراض صحية , والتي يمكن علاج الكثير منها , وهناك آفات اجتماعية خطيرة , ألا وهي تعاطي المخدرات والسموم على اختلاف أنواعها , وتعدد مسمياتها , والتي حرمها الله جل جلاله , قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) 90'91 المائدة. فالمخدرات المرض الصامت والداء العضال الذي ينجم عنه أمراض عديدة , وأضرار كثيرة , و يودي بمتعاطيها إلى الهلاك , ويضيع عليه دنياه وآخرته , ويمزق شمل الأفراد , ويهدم كيان الأسر , ويفتك بالأمة وشبابها صغارا وكبارا , وقد يقع فيه الإنسان ضعيف الإيمان , أو من لم يجد التربية السليمة بسبب الإهمال , إما تقصيرا أو إفراطا . والمخدرات مشكلة عالمية ينتج عنها أضرار كثيرة , فهي تزعزع أمن الوطن والمواطن , ولها أضرار دينية , فالمخدرات تصرف الإنسان عن ذكر الله وعن الصلاة والطاعات , وتضعف الإيمان لديه , وهي سبب رئيس في العداوة والبغضاء , وانتشار الخصومات بين الأفراد والأسر , فينجم عن ذلك التمزق الأسرى , وحلول المعاصي ونزول والنقم -لا قدر الله- وهناك أمراض صحية أعيت الطب , والتي تهدد صحة متعاطي المخدرات . وأمراض نفسية مثل : القلق والتوتر وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والاضطراب السلوكي , والمخدرات سبب في انتشار الجرائم كالسلب والنهب , ومرافقة رفقاء السوء , وانتشار البطالة والسلوكيات السيئة في المجتمع , والاعتداء على الآخرين التي تورد المجتمع شر المهالك . وهي تبذير للمال ، وسبب في تراكم الديون على متعاطيها , فينتج عن ذلك هدم الأسر , وضياع الأفراد , ويتم الأطفال , والمخدرات تهز اقتصاد الوطن , وتؤثر عليه من الداخل بنشر تلك السموم.