المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - وفقه الله - تحية طيبة وبعد: لقد تصفحت صحيفتكم الغراء يوم الاثنين الموافق 18-12-1432ه، واطلعت على خبر ورد فيه أن (أجهزة مكافحة المخدرات أحبطت تهريب أكثر من 8 ملايين حبة كبتاجون داخل إطارات شيول) وإننا نقدم جزيل الشكر لمثل هذه الجهود المباركة من مكافحة المخدرات ذلك الداء الخطير، ألا وهو المخدرات، ويحرصون على الوطن وشبابه، وتوعية المجتمع وتحذيره من المخدرات والسموم، فالله - عز وجل - أحل لعباده الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، ومن هذه الخبائث التي حرمها الله تعالى المخدرات على اختلاف أنواعها، وتلك السموم على تعدد مسمياتها إذ يقول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) 90-91 سورة المائدة. إن المخدرات المرض الخطير الذي يفتك بشباب الأمة صغاراً وكباراً إذا تفشى بينهم، و قد يقع فيها الإنسان ضعيف الإيمان، أو من لم يجد التربية السليمة عن طريق الطرق المشبوهة والملتوية، فيصبح أسيرا للمخدرات وسمومها، فيكون الخلاص منها صعبا، وقد يزدري منه الأصحاب والأهلون والأحباب فتسوء حالته الصحية، ويضيع مستقبله وآماله ما بين آلام المستشفيات أو خلف قضبان السجون لا قدر الله. وإذا انتشرت ظاهرة المخدرات بين الأفراد انعكس ذلك على الأسر والمجتمع سوء، وأحدث شرخا عجيبا في الأسر، فينشأ التوتر والشقاق والخلافات والبغضاء فيكون المجتمع والوطن، فيصبح المجتمع مجتمعاً مريضاً بأخطر الآفات، يسوده الكساد والتخلف، وتعمّه الفوضى، ويصبح فريسة سهلة للأعداء للنيل منه، فإذا ضعف إنتاج الفرد أصبح خطرا على الإنتاج والاقتصاد الوطني. وللمخدرات أضرار دينية تصيب متعاطي المخدرات كالصرف عن ذكر الله وعن الصلاة وضعف الإيمان فيكون سببا في انتشار لمعاصي ونزول النقم و المصائب. وهناك الأمراض الصحية المستعصية التي أعيت الطب، وعجز الأطباء عن علاجها تهدد صحة متعاطي المخدرات، والأمراض النفسية مثل: القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والشعور بالاكتئاب والاضطرابات السلوكية. كما أن تعاطي سموم المخدرات يعد سبباً مباشراً لوقوع العداوة والبغضاء والمنازعات في المجتمع فينشأ السلب والنهب وانتشار البطالة و السلوكيات السيئة في المجتمع وإفشاء الأسرار وهتك الأستار والأعراض، وهذه أسقام اجتماعية تؤدي بالمجتمع إلى المهالك، وتورده شر المصائب. وانتشار هذه السموم سبب لكثير من الأضرار الأمنية كانتشار الجرائم كالقتل والسرقة والضرب والانحرافات والاعتداء على الآخرين، فيكون المجتمع ضعيفا بلا كيان ولا وعي ولا إنتاج. والمخدرات تفسد أخلاق الأمة، وتمزق اجتماعها، وتهز اقتصادها، وتزعزع أمنها، وتهدم كيان الأسر والشباب، وتدمرها من الداخل. لا سيما أن الأمة - اليوم وكل يوم - بحاجة إلى أبنائها المخلصين. لذلك ينبغي على الجميع تكاتف الجهود للتصدي لمثل هذه الأمراض الاجتماعية التي يهدف الأعداء عن طريقها النيل من شباب المسلمين وعقيدته وثرواته، وتوعية المجتمع صغارا وكبارا ذكورا وإناثا لمثل هذه الآفات والسموم، والسلوكيات السيئة، حتى ينشأ لدينا أجيال صالحة تخدم نفسها، والدين والوطن، وتحفظ نفسها من المخاطر والانحراف. عبد العزيز السلامة